"جئتُ، لأقول كلمة، وسأقولها، وإذا أرجعني الموت، قبل أن ألفظها، يقولها الغد. فالغد لا يترك سرّاً في كتاب اللانهاية" هكذا قال شاعر المهجر الكبير جبران خليل جبران، وكأن الأخير كان يعلم أن كلماته ستظل باقية، وأن الغد سوف يأتي وهو متواجد معنا بكلماته وأعماله الخالدة، التي لازالت صاحبة اهتمام كبير من الجمهور العربي والعالمي أيضا.
جبران خليل جبران، اسم لامع وبريق لا يختفي، فالشاعر اللبناني الذى رحل منذ أكثر من 90 عاما، لا تزال أعماله باقيه وتتصدر قوائم الأكثر مبيعا، وتجذب أشعاره وكلماته الرائعة القراء، وكأنه مات للتو، أو أنه مازال باقيا بيننا كأنه كلماته تنتج من جديد، خاصة عندما نجد رواد السوشيال ميديا حتى يومنا هذا ومع دخولنا العقد الثالث من الألفية الثالثة يتفاعلون بشكل جيد مع مقولاته وحكمه التي كتبها قبل قرن من الزمان.
جبران خليل جبران، ورغم سنوات عمره القصيرة "48 عامًا" توّج اسمه كواحد من أشهر أدباء وشعراء ورسامي لبنان، وعلامة في تاريخ أدب المهجر الذي ترك في رصيده العديد من العناوين اللافتة، لعل أشهرها واحدا من الكتب التي ما زال يقرأها العالم حتى اليوم، وهو كتاب "النبي" الذي بيع منه عشرات الملايين من النسخ منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
كان جبران خليل جبران سابقاً عصره بحكمه وأقواله، فكثير من الأقوال المأثورة التى قالها جبران، تعتبر حكم مناسبة لعصرنا الذى نعشه حالياً، فهو من تحدث عن الحرية واختلاف الفكر و حب الوطن، بالإضافة إلى كلماته عن الحب، حيث انتهج جبران في كتاباته اتجاهان، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، ويفصح عن الاتجاهين معًا قصيدته "المواكب" التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم "أعطني الناي وغنّي".
تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.