حكايات وأسرار كشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، وما زالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والآخر يتم حل لغز من ألغاز ذلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة، سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، لكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
حكايتنا اليوم مع موظفى عهد الفرعون "سمنخكارع" والملك "توت عنخ آمون"، ففى عهد سمنخكارع لم تتوفر الكثير من المعلومات عن موظفى عصره، لأنه عندما تولى عرش الملك منفردًا كانت الإمبراطورية المصرية آيلة للسقوط والتمزق السريع، فضلًا عن أنه لم يمكث على عرش الملك إلا فترة قصيرة، وبطبيعة الحال لدينا بعض آثار خاصة قليلة ترجع إلى عهده، ولا نزاع في أنه أبقى على معظم الموظفين الذين كانوا في خدمة سلفه "إخناتون".
ومن بين الموظفين فى عهد "سمنخكارع" شخص يدعى "با-واح" وكان أيضًا ضمن موظفي "إخناتون" ويحمل لقب "أعظم الرائين للإله "آتون" في معبد "رع"، ويحتمل أن هذا الرجل هو نفس الكاهن الذي كان يحمل الألقاب التالية في "طيبة" في عهد "سمنخكارع" في السنة الثالثة من حكمه وهي: الكاهن المطهر وكاتب القرابين المقدسة للإله "آمون" في بيت "عنخ خبرو رع" في "طيبة"، وحسب ما ذكرت موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن، فأن لظاهر أن هذا التعس قد أصابه العمى.
أما عن الموظفين في عهد المك "توت عنخ آمون"، الذى أصبح ملكًا على مصر وهو ابن السنوات التسع، بعدما مات الأب الملك إخناتون فى ظروف غامضة، وحل الاضطراب بأرض مصر وبالقصر الملكى، وعمت الفوضى البلاد، فكان من بين الموظفين "حوي" وهو من أبرز الرجال الذين عاشوا في عهد الفرعون الصغير وكان نائب الملك "توت عنخ آمون" في بلاد "كوش".
كما كان من بين موظفين الملك الذهبى "معي" وهو كاتب مالية بيت "توت عنخ آمون"، ووجدت له لوحة في معبد الملك "سحو رع" أحد ملوك الأسرة الخامسة في "بوصير"، وكانت مهداة للإلهة "سخمت" قدمها موظف يُدعى "معي"، وكان يشغل وظيفة خادم الإله "بتاح" وخادم الإلهة "سخمت" وكاتب مالية بيت "توت عنخ آمون"، ولا بد أن قبر هذا الموظف كان في هذه الجهة، أو أنه قدم هذه اللوحة تقربًا لهذين الإلهين في هذه الجهة.
ومن بين كبار رجال الملك توت عنخ آمون شخص يدعى "باسر" وهو أحد أبناء "حوي" نائب بلاد "كوش"، وقد تقلد وظيفة المشرف على الخيل، وكانت ضمن الوظائف الرفيعة الشأن في الدولة في ذلك العهد، ويحتمل أنه هو الذي أصبح فيما بعد نائب "كوش".