تمر، اليوم، الذكرى الـ110 على ميلاد الأديب الكبير عبد الحميد جودة السحار، إذ ولد فى 25 أبريل عام 1913، وهو أديب وروائى وكاتب قصة وسيناريست، أسند إليه منصب رئيس تحرير مجلة السينما عام 1973م، ارتبط الأديب الكبير الراحل عبد الحميد جودة السحار، بعلاقة صداقة كبيرة بالأديب العالمى نجيب محفوظ، إذ يعد الأول أبرز ناشري أعمال صاحب نوبل في الأدب عام 1988.
وارتبط السحار بعلاقة صداقة كبيرة مع الأديب العالمى نجيب محفوظ، حيث وجد معاناة المؤلفين الشباب آنذاك فى النشر وتعنت دور النشر فى إصدار أعمالهم، ورفضها لنشر أعمال المؤلفين المغمورين، وكان من بين هؤلاء نجيب محفوظ، وعلى أحمد باكثير، فقرروا جميعا تشكيل لجنة النشر للجامعيين بالمكتبة.
وتأسست دار النشر الجامعى سنة 1943 عن طريق عبد الحميد جودة السحار وبعض الأصدقاء الشباب، الذين كانوا يحاولون تلمس خطواتهم الأولى فى طريق النشر، فاتفقوا على تأسيس ما أسموه "لجنة النشر للجامعيين" على أن تصدر كتاباً كل شهر لواحد منهم، وكان سعيد جودة السحار، قد تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية سنة 1931، وأخذ يبحث وقتها عن مكان، حتى وجد مكتبة تبيع الأحبار والطباشير، اسمها "مكتبة مصر" فاشتراها، ويقال إن سعيد جودة السحار كان يقوم بنشر كتاب شهريا لأحد أعضاء اللجنة فى مقابل أن يدفع أعضاؤها اشتراكًا شهريًا قيمته 2 جنيهاً مصرياً، وقد كان لهذه اللجنة الفضل فى إصدار عدد من أهم الكتب والاعمال الأدبية، فمنها خرجت رواية "رادوبيس" لأديب نوبل نجيب محفوظ.
يحكى السحار فى شهادة خاصة عن علاقته بنجيب محفوظ وكواليس تأسيس لجنة النشر الجامعى، قائلا: تعرفت بالأستاذ نجيب محفوظ - أول معرفتي به - سنة 1943 ذلك أن شقيقي الأديب الراحل عبد الحميد جودة السحار، حضر إليّ في المكتبة التي أملكها - مكتبة مصر بالفجالة - وقدمه إليّ باسم نجيب محفوظ، وقال لي إنه يحمل معه رواية من تأليفه، يرجو أن أقوم بطبعها ونشرها له، وقدم إليّ نجيب محفوظ روايته "رادوبيس"، وهي ليست أول رواية يكتبها، فقد كتب قبلها رواية "عبث الأقدار"، وكان قد طبعها ونشرها له الأستاذ سلامة موسى".