ميريت نيت هى امرأة من طراز فريد اعتلت عرش مصر بعد وفاة زوجها، ثم شاركت ابنها الملك "دن" فى الحكم الذى ورثه من أبيه طفلاً صغيرًا ومازال تحت الوصاية، فأصبحت بذلك أول سيدة تحكم فى تاريخ مصر والبشرية، إذ حكمت مصر نحو 10 سنوات "2939 ـ 2929 ق.م".
ويعنى اسم مريت نيت الـ"محبوبة نيت" كانت بنت الملك جر وزوجة الملك واجيت وأم الملك "دن"، كانت ذات طموح للسلطة فلم تمكن أحدا من شئون الحكم وقامت هى بالوصاية على العرش برغم بلورة الوصول والتقاليد الدينية المقيدة للحكم آنذاك، وأن الحاكم هو حورس، فكان هذا اللقب "الحورى" هو أول الألقاب الملكية الذى اتخذه ملوك مصر منذ عصر مؤسس الأسرة الملك نعرمر.
وما إن مكنت "مريت ـ نيت" لابنها "دن" الحكم حتى انسحبت من المشهد السياسى كملكة مشاركة فى الحكم بل وصاحبة القرار فيه، إلى دور الملكة الأم التى تعضد حكم ابنها وتقف خلفه بالمشورة والنصيحة وبالمشاركة فى الرأى إن تطلب الأمر لذلك، حسب ما ذكر المجلس القومى للمرأة، وكان ابنها "دن" بذلك من أسعد الملوك الذين حظوا بدعم أم قادرة ذكية قامت على تربيته وتنشئته تنشئة تليق بمن سيحكم مصر، فكبر وأصبح أحد أهم ملوك العصر العتيق.
كما ذكر الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق وأستاذ الآثار المصرية، فى كتابه "ملكات مصر"، لم يذكر التاريخ قط أى زوجة ملك أو أم ملك أخرى فى هذه الفترة مثلما ذكرت "مريت ـ نيت" على قائمة ملكية، وهو ما يوضح مكانة "مريت ـ نيت"، كملكة حاكمة وليست مجرد زوجة ملك أو أم ملك، لذا حظيت بمقبرتين ملكيتين بنفس عمارة المقابر الملكية، فى كل من أبيدوس وفى سقارة.
وإن لم يكن من إنجازات للملكة "مريت ـ نيت"، غير إعداد ابنها الملك "دن" للحكم، فهو أعظم إنجاز للحضارة المصرية بإعداد أحد أعظم ملوك الحضارة المصرية الذى اهتم بتوسعة الحدود المصرية، وحافظ عليها وكانت مصر فى عهده تتمتع برخاء اقتصادى واستقرار سياسى واجتماعى، كما أنه وضع أسس الحكم الملكى المقدس الذى اتبعه ملوك مصر حتى نهاية العصر الفرعونى.
كما قال الكتور حسين عبد البصير عالم المصريات، سوف تظل ذكرى الملكة مريت نيت خالدة فى أذهان المصريين، نظرا لعظم الدور الذى قامت به حفاظا على حكم مصر وعرش ابنها الملك الطفل فى ذلك التاريخ المبكر من عمر مصر الخالد والعالم، مبتدعة سنة حسنة سوف يسير عليها العالم كله بعد ذلك وتصبح من أدبيات وآليات انتقال الحكم فى دنيا الحكم والسياسة، هذه جدتكم الخالدة، الملكة مريت نيت العظيمة، لذا كان من حقها أن تخلد بدفنها، وأن تكون الملكة الوحيدة فى مقابر أبيدوس الملكية بين ملوك مصر الخالدين.