محمود فهمى النقراشى باشا، رئيس وزراء مصرى، أحد أبرز قادة ثورة 1919 فى مصر، كما أنه صاحب قرار حل جماعة الإخوان الإرهابية فى 8 ديسمبر 1948، وكانت نتيجة ذلك اغتياله فى مثل هذا اليوم 28 ديسمبر 1948 فى القاهرة، حيث قام القاتل المنتمى إلى النظام الخاص لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان متخفيا فى زى أحد ضباط الشرطة إفراغ ثلاث رصاصات فى ظهره، ولهذا نستعرض عبر التقرير التالى الأعمال التى قام بها الراحل النقراشى باشا فى مصر.
وفى رحيل محمود فهمى النقراشى قام الشاعر على الجارم فى كتابة مجموعة من أبيات الشعر فى رثاء محمود فهمي النقراشي باشا، إذ كان الأخير زميلًا للشاعر في بعثة إلى إنجلترا عام ١٩٠٨م إلى أن استشهد في ديسمبر من عام ١٩٤٨م، فحزن الشاعر عليه حزنًا كبيرًا ورثاه بهذه القصيدة التي أنشدها نجله الشاعر بدر الدين علي الجارم في احتفال كبير أقيم بمناسبة ذكرى الأربعين بقاعة الجمعية الجغرافية مساء ٨ فبراير سنة ١٩٤٩م، ولكن المنية عاجلت شاعرنا الكبير وهو يستمع إلى شعره ينشد في هذا الحفل الكبير.
ماءُ العيونِ على الشهيدِ ذَارفِ لو أنّ فيضًا من مَعينك كافِي
إنْ لم يَفِ الدمعُ الهتونُ بسيبهِ فلمن يَفي بعدَ الخليل الوافي؟
شيئان مَا عِيبَ البكاءُ عليهما فقدُ الشباب، وفُرقَةُ الأُلّافِ
أغْرَقْتُ همي بالدموعِ فخانني وطفَا، فويلي من غريقٍ طَافِي!
وإذا بكَى القلبُ الحزين فما له راقٍ ولا لبكائِه من شافِي
والدمعُ تهمي في الشدائِدِ سُحبُه ومن الدموع مُماطلٌ وموافِي
حَارتْ به كفي تُحاولُ مَسحهُ فكأنَّها تُغْريه بالإيكاف
وأجلُّ ما يَلقى الشريفُ ثوابَه إنْ غَسَّلَتْه مَدامعُ الأشرافِ
طيرُ المنيةِ صِحْتَ أشأمَ صيحةٍ وهززتَ شرَّ قوادِمٍ وخوافِي٨
وَعَلَقَت بالأملِ العزيز مُحصّنًا بظوامِئ الأرماحِ والأسيافِ٩
والجندُ والأعوانُ ترعى موكِبًا ما حازه سابُورُ ذو الأكتَافِ
يَفْدونَ بالمهجاتِ مهجَةَ قَائدٍ في كلِّ منعرجٍ وكلِّ مطَافِ
رانَ الذهولُ، فكلُّ عقلٍ حائر وجرى القضاءُ، فكل طرفٍ غافِي
والموتُ أعمى في يديه سهامُه يرمي البريةَ من وراء سِجَاِف
والموتُ قد يُخفي حمَاهُ بنسمةٍ هفّافةٍ، أو في رحيقِ سُلافِ
يغشَى الفتى ولو اطمأنّ لموئِلٍ في الجو أو في غمرةِ الرجّافِ
ويحَ الكنانةِ بعد نزعِ شَغافِها أتعيشُ فِي الدنيا بِغير شَغَافِ