يصدر قريبا عن منشورات الجمل تسع مقالات عن دانتى للكاتب الأرجنتينى المعروف خورخى لويس بورخيس وقد كان بورخيس من أشد المعجبين بتحفة دانتى إليجرى الكوميديا الإلهية حيث اعتبرها "كتابا يجب أن نقرأه جميعًا وأن عدم القيام بذلك يعني حرمان أنفسنا من أعظم هدية يقدمها الأدب".
كانت الكوميديا الإلهية كتابًا مهمًا لبورخيس لدرجة أنه ظل مفتوحًا على مكتبه طوال حياته ليُقرأ مرارًا وتكرارًا، كما كتب عنها وحللها وقدم وجهة نظره، وفى تسعة مقالات قصيرة عن الكوميديا كتبها بورخيس تناول بعض الأجزاء المحددة من قصيدة دانتي، وكلها ملهمة.
يقول بورخيس: "ليس من السهل قراءة الكوميديا الإلهية لدانتي، ولكن مع الصبر، فإنها مجزية للغاية بادئ ذي بدء، هناك الكثير من التشويق فيها، إنها تخبرنا عن رحلة الإنسان عبر الجحيم والمطهر والسماء، إنها تفعل ذلك من منظور شخصي، كما لو كان الشاعر نفسه موجودًا بالفعل، ينظر إلى مساحات لا نهائية، محاطة بأرواح ملعونة، وشياطين، ووحوش أسطورية، وقديسين ... أعتقد أن المرء يمكن أن يخاف مرة أو مرتين، وقد فعل دانتي تخاف كثيرا جدا: إنه إنسان جدا في ذلك العالم اللاإنساني".
ويضيف: "الأبيات كلها خيوط متداخلة صارمة منظمة فى نظم وقافية بالطبع.، جمال أبيات الكوميديا الإلهية لا مثيل له، وأنا لا أتحدث عن الجماليات فقط. لطالما وجدت السمة الأكثر لفتًا للانتباه في كتابة دانتي قدرته الفريدة على التقاط جوهر التجربة الإنسانية والعواطف والوجود، في عدد من السطور، لقد فعل ذلك ببساطة جميلة وقوية، غالبًا ما يستمد كتابته من صور الفلاحين وعامة الناس، على عكس النبلاء الذين اعتادوا القراءة باللاتينية في ذلك الوقت، الكوميديا مكتوبة بلغة يمكن لأي شخص قراءتها، ولا تزال ذات مغزى كبير، أثناء القراءة، أشعر دائمًا بالدهشة والإثارة في رأسي".