تستعد دار مزادات سوثبي خلال الأيام المقبلة لبيع لوحة الفنان شانت أفيديسيان "أم كلثوم"، ومن هنا سوف نستعرض خلال السطورالتالية مسيرة هذا الفنان الذى تميز فى رسم وجوهٍ عدة، لرموز مصرية فى السينما والغناء والسياسة والأدب.
ولد شانت أفيديسيان في صعيد مصر عام 1951، ورغم دراسته الفنية وأصوله الأرمينية، إلا أن الصبغة الأساسية التي تبدو طاغية في أعمال شانت أفيديسان، هي تأثره بثقافة تعظيم الهوية المصرية، واللجوء للمعامل البصري الثابت المرتبط بطبيعة مصر ومعالمها و وجوهها الشهيرة.
درس في مدرسة الفنون والتصميم بمتحف مونتريال للفنون الجميلة، وتأثر أسلوب أفيديسيان بأفكار المعماري المصري حسن فتحي الذي عمل معه لمدة عشر سنوات، ومن أشهر أعماله أيقونة “كوكب الشرق” أم كلثوم و له كثير من الأعمال التى يدمج فيها الأيقونوجرافية المصرية فى القرن العشرين مع الرموز الفرعونية و النماذج الإسلامية الهندسية و التجريدية.
يدمج أفيديسيان الأيقونوجرافية المصرية فى القرن العشرين مع الرموز الفرعونية و النماذج الإسلامية الهندسية و التجريدية مع موتيفات الباروك المزينة بالزهور فى العمارة الداخلية العثمانية.
ظهرت أعمال أفيديسيان بقوة على الساحة العربية والدولية بعد حرب الخليج عام 1991، حينما تجددت الخطابات القومية، وظهرت دعوات إعادة التأكيد على أهمية التاريخ والذاكرة، ولأن أعمال أفيديسيان كانت مرتكزة على أيقونات تعزز هذا الاتجاه، بين لوحاته عن النيل والشخصيات الفنية المصرية المنتشرة على مستوى عربي وتحتل جزءًا كبيرًا من الذاكرة الجمعية العربية، أخذت لوحاته شهرة كبيرة خاصة في دول الخليج والأردن، وأكثر لوحاته التي لاقت رواجًا محليًا لوحة عبدالناصر، ولوحة أم كلثوم ولوحته الشهيرة عن موت عبدالناصر.
عمل أفيديسيان عام 1980 في مؤسسة الآغاخان مع المهندس المعماري المصري الشهير حسن فتحي صاحب كتاب عمارة الفقراء، واعتبر العمل مع حسن فتحي بداية تحرره من الطريقة الكلاسيكية الغربية في الرسم والزخرفة، حيث بدأ باستلهام الخطوط الزخرفية العربية من الخطوط والنقوش واستخدم إلى جانب ذلك فنون الكولاج وقد رحل عن عالمنا عام 2018.