يؤمن صنع الله إبراهيم بالإنسان وهو صادق فى ذلك إلى أبعد مدى، لذا تستطيع أن تشم تلك الرائحة فى "الوردة" التى خلقها لنا صنع الله إبراهيم لنتأملها فى "ذات".
وأنت إن نظرت إلى روايات صنع الله إبراهيم ستجدها مختلفة فقد حلق فى آفاق التنوع إلى أبعد مدى، وإن كان عليك فهم ذلك يمكنك التبحر فى علوم رواياته والوقوف عند موضوعاتها متعددة النوع فلم يكن من نوعية الأدباء الذين يتخصصون فى نوع محدد من الكتابات أو السرد، فقد زار بيروت فى "بيروت بيروت" متناولا قضية كثيرا ما ظهرت فى الروايات وهى الحرب الأهلية والخطف قى بيروت عبر رواية بيروت بيروت التى عرضت جانبا آخر من الأزمة.
لكنه فى "ذات" على سبيل المثال يغادر كل ذلك إلى عالم الحياة اليومية أو ما يطلق عليه الرواية الاجتماعية عبد ذات وزوجها والشاهد أن ذات هي بطلة الرواية وليس زوجها فهو يتتبع المرأة وتحولاتها التى تصاحب تحولات الزمن بين السبعينات وما بعدها.
فى رواية اللجنة تكمن جمالية النص يَكمن فى غموضه فما هو اسم اللجنة، ما هو اسم الشخص الواقف أمامها، ما هو الغرض من القبول في اللجنة و ما هي شخصية الدكتور التي ستكون موضوع للبحث؟ كلها أسئلة تظل فى عقل القارئ ظوال الوقت وهو يقرأ الرواية التى تحوى فى داخلها الكثير من السياسة والتلاعب بخيوط الحدث.
ولدى صنع الله إبراهيم رواية ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربي وهى شرف التى تنتمي إلى أدب السجون، وقد صدرت في 1997، تم تصنيفها كثالث أحسن رواية في القائمة، والإنجاز الأكبر فى تلك الرواية ميله إلى السرد عبر التوثيق فقد حفلت الرواية بقصاصات جرائد قصها الكاتب بعناية للتأريخ للعصر الذى يتحدث عنه رابطا بين الحدث الروائى والحدث الواقعي وهو إن كان جزءا توثيقيا مصاحبا لحكاية شرف الذى يدخل السجن فى قضية شرف إلا أنه كان واحدا من أمتع مقاطع الرواية خصوصا لمن يقرأونها فى عصور أخرى.