الرقص أحد أعظم الفنون وأمتعها على الإطلاق، والتى عرفها المصريين منذ فجر التاريخ، وعبروا من خلالها عن أنفسهم، ويحتفي العالم سنويا فى هذا اليوم 29 أبريل باليوم العالمى للرقص منذ 1982، ولعل علاقة المصري القديم بالرقص كان واحدا من محاور اهتمامات المؤرخيت والباحثين، إذ تناولت عديد من الدراسات والكتب تحدث خلالها المؤرخين عن ما جسد الرقص عن المصريين القدماء:
"قصة الحضارة"
كتاب الفيلسوف والمؤرخ الأمريكى ويل ديورانت والذى يتكون من أحد عشر جزءا، ويتناول جميع الحضارات البشرية منذ بدايتها وحتى القرن التاسع عشر. فى الكتاب أكد "ديورانت" أن الموسيقى والرقص ظهرا عند الإنسان البدائى فى بدء الحضارات قبل النحت والعمارة، حين حاول تطوير أصوات الحيوانات، وبعد ذلك ظهر فن المسرح والأوبرا، وأشار الكتاب إلى أن الحضارة الفرعونية ارتبطت بالرقص الديني كوسيلة تقرب من الآلهة، وسعيا لإرضائها طبقا لتعاليم "آنى" فى حرق البخور والغناء والرقص، حيث استخدم المصريون القدماء الرقص فى موسم الحصاد.
الرقص المصري القديم
يؤكد الكتاب أن الرقص احتل مكانة كبيرة في حياة المصريين القدماء، ولم يقبلوا عليه رغبة في اللهو أو التسلية أوالترفيه عن النفس فحسب، بل اتخذوا منه سبيلاً لعبادة الخالق ووسيلة للتقرب منه، وعدوه مظهراً من مظاهر لتعبير عن سرورهم وامتنانهم بما أنعم الله به عليهم من نعم، كما لجئوا إليه عند وفاة عزيز لديهم ابتغاء إدخال السرورعلى قلب المتوفى، وطرد الأرواح الشريرة التي قد تؤذيه.
كذلك اعتبر الرقص فنًا راقيًا مقدسًا تزاوله الآلهة وتستمتع بمشاهدته، ويمارسه الملك أو من يمثله في الاحتفالات والأعياد، ويقبل عليه الجميع يستوي في ذلك العامة والخاصة، كما أكثروا من تصويره -ضمن ما صوروه من مظاهر الحياة اليومية- على جدران مقابرهم، مما أتاح لنا تكوين فكرة لابأس بها عن أنواعه وحركاته ومظاهره المختلفة.