لم يكن الرقص كفن وثقافة بعيدة عن الفنون الذي ارتبطت بالعرب قبل الإسلام، إذ كان وسيلة احتفال هامة ضمن الطقوس الاحتفالية التى عرفها عرب الجاهلية فى ليالى العُرس والتعبير عن فرحتهم وسعادتهم وكذلك إحدى طقوس التقرب من الآلهة وشكرهم.
ويحتفي العالم في 29 أبريل من كل عام باليوم العالمى للرقص، وهو الاحتفال الذي بدأ منذ عام 1982، احتفاءً بواحد من أهم الفنون الاستعراضية فى حياة البشرية.
والحقيقة أن العرب قديما كان للرقص لديه تقاليد وطقوس خاصة، فيحسب ما ذكر كتاب "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" للمفكر جواد علي، فأن أهل مكة وغيرهم من أهل الحجاز كانوا إذا أرادوا الاحتفال بعرس أو ختان أو أية مناسبة مفرحة أخرى أحضروا الحبش للرقص والغناء على طريقتهم الخاصة، وورد في الحديث أنه قال للحبشة: "دونكم يا بني أرفدة". وقيل: هم جنس من الحبشة يرقصون. وقيل: "أرفدة" لقب لهم، هو اسم أبيهم الأقدم يعرفون به.
ويوضح الكتاب أن الرقص عند الشعوب السامية نوعًا من أنواع التعبير عن الفرح والشكر تجاه آلهتهم. ويدخل في جملة الشعائر الدينية. ولا يستبعد أن يكون الجاهليون مثل غيرهم قد رقصوا لآلهتهم في المناسبات الدينية، تعبيرًا عن شكرهم للآلهة، لكن الكاتب يعود ويؤكد أن من وصل إلينا عن ذلك قليلة جدًّا، فلا نجد في الكتابات الجاهلية أية إشارة إليه، أما أخبار أهل الأخبار عن الرقص عند الجاهليين، فهي قليلة. ولا أستبعد أن يكون السعي بين الصفا والمروة كان رقصًا في الأصل فكان الساعون يرقصون ويغنون أغاني دينية، في تمجيد رب البيت والتقرب إليه. كما كانوا يرقصون في المعابد الأخرى.
وأشار جواد على فى كتابه، أن يوم وصول الملوك والأمراء والسادة إلى مكان ما، كان يعد يومًا مشهودًا يجلب الفرح والسرور إلى قلوب الناس، ويعطي ذلك اليوم بهجة وسرورًا. وكانوا يستقبلون كبار الوافدين عند قدومهم بأصناف اللهو. ويخرج "المقلسون" بالسيوف والريحان وبالدفوف والغناء. ولذلك قيل: "القلس"، و"التقليس": الضرب.