الحديث عن ريا وسكينة والظروف المحيطة بهما وحياتهما وأسباب تحولهما لأشهر مجرمتين فى العصر الحديث، كان هو موضوع الندوة التى أقامتها الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية تحت عنوان "ريا وسكينة.. بين الحقيقة والافتراء"، وتحدث فى الندوة الدكتور محمد عبد الوهاب الباحث فى أساليب التعذيب وتاريخ الجريمة، والذى استعرض كافة الوثائق الخاصة بحياة ريا وسكينة وتاريخهما الإجرامى، المهن الحقيقية لـ"ريا وسكينة" وسبب احترافهما الإجرام.
حيث رصد "عبد الوهاب" أن "ريا" كانت تبيع الخضروات وشقيقها كان صبى قهوجى والعائلة كانت شريفة وخيرة ولكن الفقر دفعهم للإجرام.
كما فند "عبد الوهاب" ما ذكره مؤخرا المخرج أحمد عاشور، حول ممارسة ريا وسكينه للبغاء، وما زعمه عاشور حول ممارسة الشقيقتين للعمل الوطنى ضد الإنجليز.
وأضاف "عبد الوهاب" أنه استعان بشيوخ الخطاطين للتحقق من الخطوط المكتوبة فى بعض الملفات التى عرضها عاشور، والتى أكدت أن الخط الديوانى المستخدم هو خط حديث.
ومن جانبه استعرض المستشار رفعت السيد تاريخ البغاء فى مصر، وسأل عن سر اهتمام محمد عبد الوهاب بشخصيتى ريا وسكينة، وتدخل محمد عبد الوهاب قائلا، إن كشف التزوير وعرض الحقائق حول تاريخنا هو هدف مهم فى حد ذاته، كما أن حادثة ريا وسكينة تكشف لنا العهر الاجتماعى الذى عاصرته مصر تحت الاحتلال الانجليزى فى وقت كان الفقر يدفع الناس الإجرام، وما قاله المخرج أحمد عاشور استفزنى للغاية، فكيف تكون سكينة مدمنة الخمر شخصية وطنية أو ريا القاتلة رمزا سياسيا.
وفى النهاية علق المستشار رفعت السيد بأن الحكم القضائى هو عنوان الحقيقة، ولذا لا يوجد لدينا شك فى كون ريا وسكينة مجرمتان، ولم نشهد تسيييس القضاء إلا فى عهد عبد الناصر مع القضاء العسكرى، لكن كل قضاء مصر على مدار تاريخه كان مستقلا، ولذلك لا داعى لنبش الماضى فقط قلت بالتاريخ أن ريا وسكينة استحقتا الإعدام.