لا نعرف الكثير عن شجر الدر لكن الجميع يعرف دورها الذي لعبته فى التاريخ المصري، فبينما كان الجيش يخوض معركة ضد الحملة الصليبية السابعة القادمة من فرنسا والتي دخلت مصر عن طريق دمياط وقابلها الجيش المصري بعد ذلك فى معركة فاصلة ناحية المنصورة، وبينما المعركة على أشدها مات الملك نجم الدين أيوب، فأخف زوجته شجر الدر خبر موته كي لا يترك أثرا سلبيا على الجنود، وذلك موقف قوي يضرب به المثل على الرؤية الحكيمة والذكاء فى التعامل.
والذكاء كان مفتاح شخصية شجر الدر وقد كانت فى بداية حياتها جارية للسلطان نجم الدين أيوب ثم زوجته وأم ولده خليل، ولم يكن أصلها معروف بصورة مؤكدة وذكر كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمورخ تقى الدين المقريزى، إنها تركية الجنسية، وقيل أرمنية.
قادت شجر الدر الأمور في موقف لا يقوى عليه شوى أشجع الرجال واستطاعت أن تروض المماليك (القوة الناهضة فى ذلك الوقت) ووحدتهم من أجل مواجهة خطر الفرنسيين بينما كان الملك المعظم توران شاه ابن الملك نجم الدين أيوب فى سوريا لم يحضر بعد لتولي الأمور.
حتما استغلت شجر الدر الذكاء فى ترويض هذه الطاقات الكبيرة حتى تحقق النصر على لويس التاسع ملك فرنسا وتم أسره ودفع فدية كي يتم إطلاق سراحه وعاد إلى بلاده خاسرًا.
بعد ذلك جرت أمور كثيرة فقد تزوجت شجر الدر من عز الدين أيبك، واشتد الصراع بين المماليك ودارت الدوائر والمكائد بين الجميع وفى النهاية ماتت شجر الدر بطريقة "صعبة" لا تليق أبدا بذكائها، لكنه يليق بمعارك النساء فى الحمامات العامة.