تعتبر معركة الولجة واحدة من أطول وأشرس المعارك التى خاضها المسلمون تحت قيادة خالد بن الوليد ضد الفرس لأنها كانت ضد جيش فارسى أكثر عددا وعتادا وقد وقعت في بلاد الرافدين في شهر مايو من عام 633 ميلادية بين جيش المسلمين والإمبراطورية الفارسية وحلفائها من العرب المسيحيين وكانت قوات الفرس ضعف قوات المسلمين، وهزم خالد بن الوليد القوات الفارسية رغم تفوقها العددي.
بعد وفاة النبي محمد بايع الصحابة والمسلمون أبا بكر الصديق ليكون خليفة لرسول الله وأميراً للمؤمنين وخلال 27 شهر، أطفأ تمرد القبائل العربية في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية أثناء حروب الردة واستعاد سلطة المدينة في الجزيرة العربية، وبدأ الفتوحات الإسلامية وهي حملات ضد الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية البيزنطية.
بعد الانتهاء من حروب الردة، أغار المثنى بن حارثة الشيباني ورجال من قومه على تخوم فارس، فبلغ ذلك أبا بكر، فسأل عنه، فقيل له: "هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد"، ولم يلبث المثنى أن قدم إلى المدينة المنورة، وقال للصديق: " يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، فكتب له الصديق عهدًا وفقا لما ورد فى كتاب تاريخ الطبرى.
وقرر أبو بكر الصديق توسيع حدود الدولة الإسلامية، بدءًا من العراق إحدى أغنى الولايات الفارسية، واعتمد الجيش الذي فتح بلاد فارس أساسًا على المتطوعين للجهاد، تحت إمرة القائد خالد بن الوليد.
وقد قاتل الفرس تحت قيادة أندرزاغر وبهمن جاذويه فى جيش من الفرس والمسيحيين العرب ضد جيش خالد بن الوليد في معركة الولجة والتي هزموا فيها، وفر بعد ذلك أندرزاغر إلى الصحراء ومات من العطش
وفى كتاب المستشرق الاسكتلندى وليم موير سنوات الخلافة المبكرة ورد أن خالد بن الوليد أمر ضرار بن الأزور في ليلة المعركة أن يأخذ جزءا من خيالة المسلمين ويلتف حول ميمنة وميسرة الجيش الفارسي في مسافة طويلة في طريق كان يعرفه العرب فلم يكن أندرزاغر يتوقع هذه الخطة فأطبق المسلمون الكماشة، أعطى خالد بن الوليد توجيهاته إلى سويد بن مقرن لمراقبة وحراسة المعابر التي قد يعبر منها الفرس ويهاجموا من الشمال والشرق، وتنبيهه في حالة وجود قوات جديدة للعدو في تلك الاتجاهات.