تمر اليوم ذكرى عودة الأمير فاروق إلى مصر قادمًا من إنجلترا، فى 6 مايو سنة 1936 وهو التاريخ الذى اعتبر فيما بعد التاريخ الرسمى لجلوسه على العرش، حيث نصب ملكًا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الأول الذى رحل عن عالمنا في 28 أبريل من عام 1936، عن عمر يناهز 68 عامًا.
كانت المادة الثامنة فى نظام وراثة العرش تنص على أن "يبلغ الملك سن الرشد إذا اكتمل له من العمر ثمانى عشرة سنة هلالية"، كما نصت المادة التاسعة على أنه: يكون للملك القاصر هيئة وصاية للعرش لتولى سلطة الملك حتى يبلغ سن الرشد.
ولأن فاروق حينها لم يكن تعدى سن السادسة عشرة تم تشكيل مجلس وصاية من كلا من الأمير محمد على توفيق أكبر أمراء الأسرة العلوية سنًا، وشريف صبرى باشا شقيق الملكة نازلى أى خال الملك فاروق، وعزيز عزت باشا وزير الخارجية وقتها وكان أول سفير لمصر لدى المملكة المتحدة.
وقد وصل الأمير فاروق إلى قصر رأس التين بعد وصوله إلى مصر وقد استقبله أحمد حسنين باشا وسعيد ذو الفقار باشا وقد اصطف الحرس الملكى لتأدية التحية للأمير فاروق،كما قام بجولة حيا خلالها الجماهير التى اصطفت لتحيته فى شوارع القاهرة،وجلس بجواره فى العربة على باشا ماهر.
واستمرت مدة الوصاية على فاروق ما يقارب السنة وثلاثة شهور إذ أتم الملك فاروق 18 سنة في 29 يوليو 1937 ميلادية وعليه فقد تم تتويجه يومها رسميا كملك رسمى للبلاد وتولى العرش منفردا دون مجلس وصاية.
وبحسب موقع "الملك فاروق" نظرا لكون فاروق كان قاصراً ولم يبلغ بعد السن القانونية فقد تم تشكيل مجلس وصاية برئاسة ابن عمه الأمير محمد على بن الخديوى توفيق شقيق الملك فؤاد الأول (الذى أصبح وليا للعهد) وكان سبب اختياره وهو من بين أمراء الأسرة العلوية أنه كان أكبر الأمراء سناً، وعضوية محمد شريف صبرى باشا، وعزيز عزت باشا، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة أشهر.
لكن هذا الوضع لم يستمر كثيرًا، إذ خافت الملكة نازلى من أن يطمع الأمير محمد على فى السلطة، فلجأت إلى شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغى ليصدر فتوى تحسب عمر الملك الصغير بالتاريخ الهجرى، وبعد عام و3 أشهر فحسب من الوصاية تُوج فاروق الأول ملكا رسميا لمصر والسودان فى 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد على باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد.
وكانت عقدت جلسة البرلمان التاريخية لاختيار الأوصياء الثلاثة على العرش، فى مساء يوم الجمعة 8 مايو، وتم فتح المظروف الذى احتوى على الأوصياء الثلاثة كما اختارهم الملك فؤاد، ثم أسفر اختيار البرلمان عن تعيين الأمير محمد على ولى العهد رئيسا لمجلس الوصاية، وعزيز عزت باشا، وشريف صبرى باشا خال الملك فاروق (أعضاء مجلس الوصاية).
واستقبل الشعب المصري الملك الشاب استقبالا حسنا نابعا من قلوب المصريين الذين أحبوا الملك الشاب لحداثة سنه ولوفاة أبيه وهو بعيد عنه وفي بلاد غريبة واستبشروا بقدومه خيرا بعد عهد أبيه.