فولتير.. فيلسوف فرنسي عرف بنقده الساخر، لم يسلم من تزييف الأقوال أو الاقتباسات المنسوبة له على منصات السوشيال ميديا، لكن الأمر في حقيقته يتجاوز مسألة بحث البعض عن "الترافيك" على منصات التواصل الاجتماعى، لأن لهذا التزييف أصل نبع من إحدى الكتب.
القول المنسوب إلى فرانسوا ماري آروويه المعروف بـ فولتير هو: "قد اختلف معك في الرأي، ولكنني على استعداد أن أموت دفاعًا عن أن تقول رأيك"، هذا القول دفع الكاتب والصحفى والروائى الأوروغواياني إدواردو غاليانو إلى نفى هذه الجملة فى حوارات صحفية وفى كتاب له.
وتعود أسباب هذه الالتباس أو التزييف إلى كتاب صدر عام 1906 لباحثة إنجليزية تدعى إفلين بياتريس هال، كانت قد أعدت كتابا بعنوان "أصدقاء فولتير" وفى الكتاب كتبت هذه العبارة بين علامتي تنصيص، فظن القراء أنها من أقوال فولتير.. وفى زمن السوشيال ميديا، انتشرت هذه العبارة بين قراء وجمهور فولتير فى الدول الأجنبية، ومنها تم ترجمتها فى دول العالم العربى، وأصبحت مشهورة حتى يومنا هذا.
يشار إلى أن فولتير يعد واحدًا من أشهر الفلاسفة والكتاب الفرنسيين واسمه الحقيقى فرانسوا ماري آروويه وقد ولد عام 1694 وعاش خلال عصر التنوير، وعُرف بنقده الساخر، وذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الطريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة والمساواة وكرامة الإنسان.
وقد كان فولتير كاتباً غزير الإنتاج حيث قام بكتابة أعمال في كل الأشكال الأدبية تقريباً؛ فقد كتب المسرحيات والشعر والروايات والمقالات والأعمال التاريخية والعلمية وأكثر من عشرين ألفًا من الخطابات، وكذلك أكثر من ألفين من الكتب والمنشورات، وقد كانت غزارة إنتاجه وتنوعه مبعث تقدير وإعجاب كبيرين حتى أن إنتاجه المهول على تنوعه جعل اسمه بمثابة لقب للكتاب المميزين غزيرى الإنتاج.
ومن أشهر كتب فولتير: "رسائل فلسفية" 1734، "الصادق" 1747 وقد نقلها إلى العربية طه حسين، تحت اسم "القَدَر"، و"كانديد" أو "الساذج" 1759، و"المعجم الفلسفي" 1764.