صدر حديثًا عن دار روافد الثقافية ودار ابن النديم في بيروت، كتاب بعنوان "الإبداع والاتباع.. الاكتشاف والتطبيق، الاختراع والإنتاج، الابتكار والتنفيذ، الريادة والاستجابة، القيادة والانقياد"، للمفكر السعودي إبراهيم البليهي.
يتناول المفكر السعودي إبراهيم البليهى، فى كتابه الإبداع والاتباع قضايا إنسانية أساسية، ينبه ويكشف بأنه رغم وفرة المعارف، وتعميم التعليم، وسهولة الوصول إلى المعلومات، فإن السائد فى العالم، هو عقلانية قوانين، ونظم، ومؤسسات، ومناهج، ووسائل وأساليب وتوازنات، وليست عقلانية المجتمعات، ولا عقلانية الأفراد، فرغم كل مظاهر التقدم، فإن عموم الناس يزدادون انحدارا نحو اللاعقلانية، فمئات الملايين من البشر، تهوى نحو المزيد من التفاهة والخواء واللاعقلانية.
ويقول المؤلف أنه لولا ظهور العبقريات الفردية الخارقة، بين فترة وأخرى، من أمثال ديكارت، نيوتن، كانط، آينشتاين، ولولا أن المجتمعات تحشد طاقتها للإنتاج والمنافسة لما تطورت الحضارة، موضحا أنه لولا مرونة الدماغ البشرى، والتراكم المعرفى، وتعرض بعض الأفراد لمحفزات قوية، وحصول بعض الأحداث الملهمة قد أدت ببعض العقول الفردية، ذات القابليات الجيدة إلى تفاعل جياش، ينتهى بومضات عبقرية كاشفة تتقدم بها الحضارة.
ويرى المؤلف أن الإنسانية، وقد بلغ تعدادها ثمانية مليارات إنسان، تملك قابليات عظيمة، تتيح لها أن تتجاوز هذه الحالة البائسة، وترتقى إلى مستوى التعقل الدقيق، والحكمة الرصينة، لكن القابليات الإنسانية المفتوحة التى يولد بها كل إنسان، تختطفها فى الطفولة الأنساق الثقافية المتوارثة، فلم تتوصل الإنسانية حتى الآن، إلى طريقة فى الحياة، تنقذ بها قابليات الأجيال من هذا الاختطاف الحتمى التلقائى.