صدر حديثا، عن دار الآداب للنشر، فى بيروت، الجزء الثانى من رواية "روايتى لروايتى" للروائية الفلسطينية سحر خليفة، والتى تأتى استكمالاً للجزء الأول الصادر عام 2018، وهى أسيرة ذاتية أدبية للروائية الفلسطينية الكبيرة، تقع فى 280 صفحة.
أحيانا أستوقف نفسي وأقول لها: أنت يا سحر ماذا تفعلين؟ وماذا فعلت؟ كرست أدبك وإنتاجك لقضية سياسية معقدة ونسيت أن الأدب السياسى لا يدوم ولا يعمر، من سيذكرك ويقرأ أدبم حين تنحل القضية أو تتلاشى وتبوخ ذكراها وينساها الناس؟ لكنى أعود وأتذكر أيام الاحتلال الأولى وألوف القرويين المهجرين من أراضيهم، بحميرهم وكلابهم، بجوعهم وعربهم، جاؤوا من غرب المدينة أسرابا، بالألوف، ليستظلوا أغصان الشجر ويملأوا مروج الزيتون بعجزهم وبكاء أطفالهم، وما تلا ذلك من انتفاضات واشتباكات واعتقالات ومصادرات للأراضى ونسف للبيوت وتكرار المجازر والهزائم، أقول لنفسى: ما كان باليد حيلة. فعلت يا سحر ما فعلت وما كان لك أن تفعلي غير ذلك، فأي أدب لا يرصد كل هذا الألم والدم والدموع ليس أدبا، بل قلة أدب، وأنانية، وجبن، وتمسحة ضمير ومشاعر.
تعد سحر خليفة من أهم الروائيين الفلسطينيين. ولدت في نابلس عام 1941. تزوجت في سن مبكرة زواجا تقليديا؛ وبعد مرور ثلاثة عشر عاما من الإحباط وخيبة الأمل، قررت أن تتحرر من هذا الزواج وتكرس حياتها للكتابة. وقد عادت لتواصل دراستها الجامعية.
حصلت سحر خليفة على شهادة الدكتوراة من جامعة أيوا في دراسات المرأة والأدب الأمريكي. تعمل الآن مديرة لمركز شؤون المرأة والأسرة في نابلس، كتبت حتى الآن عشر روايات. روايتها الأولى "لم نعد جواري لكم" 1974، أحدثت صدى كبيرا بسبب دفاعها عن حرية المرأة، غير أن سحر لم تلحظ بالاعتراف الأدبي إلا بعد صدور روايتها الثانية "الصبار" 1976.
ترجمت معظم روايات سحر خليفة إلى الفرنسية والألمانية والهولندية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية والماليزية واليونانية والنرويجية والروسية. كما نالت العديد من الجوائز العربية والعالمية أهمها: جائزة ألبرتو مورافيا للأدب المترجم للإيطالية، جائزة سيرفانتس للأدب المترجم للإسبانية، جائزة نجيب محفوظ عن روايتها صورة وأيقونة وعهد قديم، وجائزة سيمون دي بوفوار التي رفضتها لأسباب وطنية عام 2009.
روايات سحر خليفة:
"لم نعد جواري لك" عام 1974، "الصبار" عام 1976، "عباد الشمس" عام 1980، "مذكرات امرأة غير واقعية" عام 1986، "باب الساحة" عام 1990، "الميراث" عام 2002، "صورة وأيقونة وعهد قديم" 2002، "ربيع حار" عام 2004، "أصلٌ وفصل" عام 2009، "حبي الأول" عام 2010.