تمر، اليوم، الذكرى الـ55 على رحيل الأديب والمفكر الكبير أحمد حسن الزيات، إذ رحل فى 12 مايو عام 1968، وهو أحد كبار رجال النهضة الثقافية فى مصر والعالم العربى، وصاحب أسلوب خاص فى الكتابة ويوصف بأنه مهندس الكلمة.
ساهم أحمد حسن الزيات، فى ميلاد أدباء وكتاب كبار من خلال المجلات الأدبية التى دشنها بعد عودته من بغداد عام 1933، حيث كان يعمل أستاذًا فى دار المعلمين ببغداد، لكنه ترك التدريس وانتقل للعمل فى الصحافة والأدب، وكانت أول نبتة هى مجلة الرسالة، التى كانت تعد واحدة من أبرز المجلات الثقافية فى الوطن العربى بصفة عامة، ومصر بصفة خاصة، وقد ترأس تحريرها الأديب الكبير أحمد حسن الزيات فى عام 1933م.
كتب فى مجلة الرسالة عددا كبيرا من كبار الكتاب يكتبون فيها المقالات أمثال عباس محمود العقاد، وزكى نجيب محفوظ، والدكتور مصطفى عبد الرازق، ومصطفى صادق الرافعى، وأحمد زكى باشا، وعميد الدب العربى طه حسين، ومحمود محمد شاك"، وغيرهم الكثير، كما كما نشر بها الكاتب العالمى نجيب محفوظ أول قصه له بعنوان "ثمن الزوجة".
وفى 23 فبراير من عام 1953م، تم احتجاب المجلة عن الصدور بعد أن ظلت عشرين عامًا المجلة الأدبية الأولى فى الوطن العربى، وبعد أن ظلت على مدار سنوات تحل أزمة عند القراء بأن يتطلعوا إلى ما هو جديد، وعند الكتاب أيضًا بأن يجدوا منبرا يتحدثون ويكتبون من خلاله.
ثم بعد ذلك قام الزيات بتدشين مجلة "الرواية" التى كانت تختص بنشر القصة القصيرة والرواية ويتم نشرها مسلسلة، وتم دمج مجلة "الرسالة" من "الرواية"، وبعد غلق بعد غلق هاتان المجلتان، تولى الزيات رئاسة مجلة الأزهر، وحاولت وزارة الإرشاد القومى إحياء "الرسالة" وعينت الزيات رئيسًا لتحريرها مرة أخرى، ولكن المحاولة لم تنجح لأن الزمن كان قد تغير، وأذواق القراء قد تطورت.
اختير عضوا فى المجامع اللغوية فى القاهرة، ودمشق، وبغداد، وفاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1962 م في مصر، وظل الزيات محل تقدير وموضع اهتمام حتى وفاته في القاهرة في 12 مايو 1968 عن عمر ناهز 83 عاما، وقد نقل جثمانه إلى قرية كفر دميرة ودفن فيها.