أيام الشمس المشرقة.. رواية للكاتبة المصرية ميرال الطحاوى، وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها لعام 2023، واستطاعت أن تحظى بإعجاب الكثيرين فى مصر والعالم العربي منذ صدورها عن دار العين للنشر فى القاهرة.
ومع وصول رواية "أيام الشمس المشرقة" إلى القائمة القصيرة واقتراب موعد الإعلان عن الرواية الفائزة بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها لعام 2023، انتشرت العديد من المقالات النقدية والآراء الأدبية على منصات التواصل الاجتماعى حول هذه الرواية التى حظيت بإعجاب الكثيرين، وفى هذا التقرير نرصد أبرز الآراء المصرية والعربية.
الكاتب بهاء جاهين: ترسم الروائية ميرال الطحاوى فى رواية أيام الشمس المشرقة، خريطة حزينة للعالم، ترسمها بسطور وفصول روايتها، وعبر وجوه وعيون وذكرات شخصيات الروية، الآتين من بلاد تشرق فيها الشمس بقوة تكاد تكون قسوة، وتغرب في بعضها تواريخ حضارات قديمة، وفي البعض الآخر تشتد سطوة الشمس حتى تكاد تذهب العقول، فيعبر الكثيرون البحر من جنوب وشرق العالم إلى شماله والغرب، فى زحف جنوبي يخاطر بفقدان الحياة، غرقا في مراكب متكدسة بالأحلام اليائسة أو برصاص حرس الحدود.
الكاتبة عبلة الرويني: تتناول رواية أيام الشمس المشرقة حكايات المنفى والاغتراب وعالم المهاجرين المتسللين إلى منطقة حدودية بائسة على الساحل الغربى الأمريكي، إن صعود الرواية فى قوائم الجائزة، كان فرصة للمحبة والتعبير عن تقدير الحياة الثقافية لها.. كاتبة وإنسانة.. ميرال مبدعة تمتلك مشروعا ثقافيا واضحا، وخصوصية متفردة، ولغة متماسكة حريصة هي على الإعتناء بها ورعايتها دائما، فهى تصقل لغتها بشكل واضح الأثر.
الكاتبة الأردنية سميحة خريس: رغم الفضاء الحالك، تضئ أيام الشمس المشرقة، أية متعة تتأتى من قراءة ميرال الطحاوى؟ لقد أمن بموهبتها منذ أعمالها الأولى، لكنها فى هذا العمل تتجاوز نفسها، لغة تتفجر كالبراكين، وشخصيات مفارقة للنمط تسمع صوت دقات قلبها، وعالم متوحش غريب.
الدكتور محمد عبيد الله: بوجود هذه الرواية فى القائمة القصيرة حظيت جائزة البوكر العالمية للرواية العربية برواية بديعة، وحظيت الروايات الأخرى المميزة فى القائمة برواية منافسة يصعب تجاوزها لكثرة نقاط القوة في صفها.
الكاتب أحمد عبد اللطيف: تشيّد ميرال الطحاوي، بمعرفة تامة وبعمق، جسرًا بين الشرق والغرب، وترسم بانوراما شديدة المأساوية لواحد من أسئلة عصرنا: حياة المهاجرين. وتختار لهم موقعًا جغرافيًا هو الأمثل لهذا السؤال: أمريكا.
تستخدم الطحاوي الخريطة النفسية لأبطالها، وأبعادهم الاجتماعية السابقة حتى على الوصول لأرض المهجر، توظف تفاصيلهم اليومية التي تنتقيها بعناية، لتسلط الضوء على حياة لم نكن نعرفها، وعن فئة مهمّشة يظن الجميع، على عكس الواقع، أنها الفئة الناجية. تمنح الكاتبة لهؤلاء المهمّشين في المجتمع الغربي صوتًا، وتحفر عميقًا في أسئلة تخصهم وعالمًا روائيًا هو واقعهم ذاته، قبل أن يتحوّل السرد إلى رواية متماسكة تسرد قصصهم.
تشيّد ميرال الطحاوي سرديتها عبر تكنيكًك مراوغ يشبه حركة الذاكرة ذهابا وإيابًا، من حياة بائسة إلى حياة لا تقل بؤسًا، وفي الخلفية ثمة رسم آخر لأرض الحلم بعد أن تحوّلت إلى كابوس.
"أيام الشمس المشرقة" تجسيد لسؤال الإنسان المعاصر حول الهوية الشخصية، ونموذج مثالي لتيهة الهجرة، لكنها، قبل كل شيء، رؤية الغريب التي تتمتع بالتمرد على الواقع الجديد، مع ذلك يخلق أسلوبًا للتكيف مع قسوته.
الكاتب عمرو العادلى: رواية جميلة كتبتها ميرال الطحاوي بمزاج وإتقان ووعي شديد، تتم بها ما بدأته في روايتها الجميلة أيضا بروكلين هايتس، لكن الأحداث هذه المرة ليست عن أستاذة جامعية وما تتكبده في غربتها وما تواجهه من مواقف وأحداث لم تكن في الحسبان، لا، إن أيام الشمس المشرقة ليست سوى منفى اختياري لمن أراد الهجرة طوعا، فليس كل من يترك دياره يصبح بيل جيتس وليست كل مهاجرة أوبرا وينفري كما تريد أن تقنعنا بذلك قيم الرأسمالية، ولكننا نجد في هذه الرواية البديعة عزبة صفيح جديدة، وربما أقسى في عالمها المتشعب، بين نعم الخباز وميمي دونج وأحمد الوكيل، يوسف الأزهري وسليم النجار ونجوى وزينب، وغيرهم الكثير والكثير من شخصيات مكتوبة بعناية رغم صعوبة الواقع المكتوب عنه.
سيكتشف القارئ إن الشمس المشرقة والجنة الأبدية ما هي إلا أسماء سميتموها ما أنزل الله بها من سلطان، لكن ما لفت نظري أكثر هي اللغة واختيار المفردات بدقة، الجملة المشذبة بلا زيادات، المعنى الذي يصل للقارئ بأقل عدد من المفردات، رواية جاذبة لمن أراد الخروج من واقعه، وجاذبة أيضا لمن أراد أن ينغمس فيه أكثر ليحاول فهمه بطرق جديدة.