يتحدث الكثير من المتخصصين فى عالم الفن واللوحات عن الاستثمار فى الفن وخصوصا فى أعمال الفنانين المشاهير باعتباره الملاذ الآمن فى ظل التحديات الاقتصادية والتحولات غير المضمونة والدليل على ذلك نمو مبيعات اللوحات فى المزادات العالمية خلال العام الماضى وهو ما استمر خلال العالم الحالى.
استثمار محايد العملة
لننظر إلى ما ذكره موقع مجلة فوربس عن الاستثمار فى الفن وكيف أن الاستثمار فى اللوحات يحقق ميزة لا تتوفر فى أي استثمار آخر وهى أنه استثمار محايد العملة: "أثبت الفن المعاصر جدواه بشكل خاص في هذا الصدد، سوق الفن مستقل عن سوق الأوراق المالية وغالبًا ما يُطلق عليه "محايد العملة"، مما يعني أن قيمة إعادة بيعه، حتى عندما يكون أداء الاقتصاد ضعيفًا، تميل إلى أن تظل مرتفعة ترجع هذه المرونة جزئيًا إلى قدرة السوق الفريدة على تنظيم العرض والطلب الخاصين به، مما أدى إلى بقاء أسعار الأعمال الفنية مستقرة نسبيًا حتى خلال الفترات المالية الصعبة".
المزادات تحقق مبيعات مرتفعة
حققت المزادات التى أقيمت خلال العام الجارى نموا كما حققت المزادات التى أقيمت العام الماضى أيضا نموا مقارنة بالفترة التى صاحب انتشار فيروس كورونا وفى آخر هذه المزادات حققت دار كريستيز مبيعات بقيمة 426.6 مليون دولار (506.5 مليون دولار مع رسوم) من خلال بيعها المسائى المكون من جزأين فى نيويورك قبل أيام وهى نتيجة جيدة "بالنظر إلى العالم الذى نحن فيه" وفقا لما ذكره رئيس دار المزادات وأقسام القرن الحادى والعشرين أليكس روتر بعد البيع.
وقال: "شعرنا أننا ندخل فى وضع قد يكون صعبًا" فى إشارة إلى الصورة الاقتصادية التى تخيم عليها المخاوف المستمرة من ركود محتمل وأزمة مصرفية، وأسعار فائدة أعلى بكثير مما كانت عليه خلال المزاد الأمريكى الأخير الكبير فى نوفمبر الماضى وأضاف روتر : "كان سوق الفن بحاجة إلى دفعة".
وبالفعل تلقت دار المزادات دفعة كبيرة من مجموعة من المجموعات المهمة التى تم تخصيصها لسلسلة مبيعات الربيع.
قفزة كبرى فى الشراء عبر الإنترنت
في عام 2019، شكلت مبيعات الأعمال الفنية والمقتنيات عبر الإنترنت 7.5٪ فقط من مبيعات الأعمال الفنية العالمية، وفقًا لتقرير Hiscox Online Art Trade ومع ذلك، فإن الوباء حفز التغيير السريع فبحلول عام 2020 قفزت المبيعات عبر الإنترنت إلى 15.8٪، وبحلول نهاية عام 2021، كان ما يقرب من ثلثي مشتري الأعمال الفنية قد اشتروا الأعمال الفنية أو المقتنيات عبر الإنترنت تكيف السوق بسرعة لاحتضان التكنولوجيا والعالم الافتراضي، مما يتيح للمشترين والمجمعين الوصول إلى الموارد مثل معلومات الخلفية، والأهم من ذلك، بيانات التسعير.