تحل اليوم ذكرى ميلاد الروائى الروسى ميخائيل بولجاكوف الذى ولد فى روسيا فى 15 مايو من عام 1891 وهو صاحب الرواية الأيقونة المعلم ومارجريتا التى تدور حول زيارة مفترضة يقوم بها الشيطان إلى الاتحاد السوفيتي وقد كتبها في 1940 وصدرت في 1967 بعد موت مؤلفها بسبعة وعشرين عاماً واعتبرها النقاد واحدة من أهم الروايات الروسية في القرن العشرين.
كتب بولجاكوف الرواية ثم أحرق مخطوطتها في 1930 ليأسه من إمكانية نشرها لموضوعها، ووضعه ككاتب مغضوب عليه، ثم أعاد كتابتها من ذاكرته في عام 1931، بعدها أنهى المسودة الثانية في 1936، ثم المخطوطة الثالثة في 1937، ثم بدأ المخطوطة الرابعة وكرس لها آخر أيامه حتى 1940. وبقيت الرواية مخطوطة حتى طُبعت أخيراً في 1967، ومنها اشتهرت عبارته التي جاءت على لسان فولند أحد أبطال الرواية: "المخطوطات لا تحترق أبداً"
نشرت إيلينا سيرجييفنا، أرملة بولجاكوف، الرواية للمرة الأولى في مجلة موسكو الأدبية في حلقات منذ نوفمبر 1966 وحتى يناير 1967، وقد حُذف من مجملها بداعي توفير المساحة، لكن الحذف كان على الأغلب بسبب التحفظات السوفيتية على مضمون الرواية، فحذف منها ما يتعلق بممارسات الشرطة السرية في القدس وموسكو، كما حذفت لغة مارجريتا الفظة والبذيئة بعد ذلك انتشرت الأجزاء المحذوفة في كتيبات مطبوعة، ونُشر النص الكامل في باريس عام 1967، وبعدها نشر في ألمانيا عام 1969 مع إبراز الأجزاء المحذوفة بالخط المائل.
في 1973 نشرت الرواية كاملة للمرة الأولى مع أعمال أخرى لم تنشر لبولجاكوف، وقد أعدت المخطوطة للنشر الخبيرة أنا ساكيانتز بناء على مخطوطة 1940، واعتمدت طبعة 1973 على أنها الطبعة النظامية للدارسين والباحثين حتى 1989 حين صدرت طبعة جديدة منقحة للراوية بعد أن أعادت الخبيرة الأدبية ليديا يانوفسكايا مراجعة جميع المخطوطات المتوفرة في كييف، وأصبحت طبعة 1989 هي الطبعة المعتمدة من الرواية.
يجسد بولجاكوف رؤيته في مواجهة تلك الأيام الشديدة الوطأة على الناس في الاتحاد السوفياتي، التي انتشرت فيها الاتهامات بالعمالة، وكراهية الأجانب، والشك في كل شخص، والتعرض للاعتقال لأدنى سبب، وحيث تعيش عدة عائلات في شقة واحدة، ويسعى الناس عن طريق التزلّف والخداع لتحسين أوضاعهم حيث يروى بروح هزلية ساخرة ذلك الجنون الشيطاني وتلك الأوضاع السريالية.