كونشيرتو قورينا إدواردو.. رواية للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، وصلت إلى القائمة القصيرة فى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها السادسة عشر، لعام 2023، ومن الروايات التى حظيت بإعجاب القراء سواء على المستوى المحلى أو العربى، وفى هذا السياق، نرصد أبرز ما كتب عنها.
الكاتبة حنان سليمان، قالت في مقال لها عن الرواية: كونشيرتو قورينا إدواردو.. حكاية إنسانية بلغة عادية مباشرة عن عائلة تشرذمت بفعل التحولات السياسية الكبرى، وربما الدينية أيضًا، التي شهدتها الأرض وعاشها الإنسان منذ الزحف الأخضر في السبعينيات ولمدة أربعة عقود.
كونشيرتو قورينا إدواردو.. هي سردية تأريخ أدبي لليبيا حتى الثورة على القذافي في 2011، نطالعها من خلال عائلة كوزموبوليتانية تجمع بين الأصالة المحلية والجذور القريتلية (نسبة إلى جزيرة كريت)، والسفر والترحال إلى بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، غير أنها تفتقر للنفوذ القبلي حيث تعيش لأنها لا تنتمي إلى قبيلة.
يشكل الزمان والمكان محور الأحداث في كونشيرتو قورينا إدواردو الذي هو حكي زمني متفرق جاء في 29 فصلًا وعبر 312 صفحة. هذا هو القدر الذي تعزف فيه التوأمتان معزوفتهما الموسيقية الحزينة عن ليبيا للابنة قورينا المقيمة في إيطاليا أملًا في عودتها ذات يوم. ويرجع الاسم إلى مدينة "قورينا" الأثرية التي أسسها الإغريق، وتُعرف أيضًا باسم "شحات" في شرقي ليبيا، والتي أدرجتها منظمة يونسكو ضمن قائمة التراث العالمي قبل عقود.
وقالت إحدى القارئات عن كونشيرتو قورينا إدواردو: الرواية اجتماعية اقتصادية، بمثابة أرشيف لتلك السنوات التي مرت، تُروى على لسان البطلة، التي تكون ابنة عائلة عصامية جمع جدها ثروة وامتلك مصنعًا، وتبدأ الأحداث عام 1970 حين أعلن الرئيس الليبي تحويل ليبيا لدولة اشتراكية، ما يعرف باسم (الزحف الأخضر) وأتاح الفرصة لاستباحة الأموال والأملاك، نعيش التخبط والانحدار والضياع الذي غزا ليبيا، ليبيا دولة نفطية غنية؛ ما حاجتها لهذا كله؟
لوهلة تظن أنك تقرأ إحدى روايات الديستوبيا، تندمج مع الأحداث دون أن تدرك أنك تقرأ أحداث حقيقة عاشها الشعب الليبي! فالقائد يشبه الأخ الأكبر، يعزل ليبيا عن العالم ويستمعن في ايقاعها بالمصائب إلى أن قادها نحو الخراب، ثورة 2011 التي انقلبت حربًا أهلية، والخاسر الوحيد فيها هو الشعب.
في الجزء الأخير من الرواية تتخذ الأحداث مجرى أكثر هدوءًا وتتمحور حول حياة البطلة بعد أن كبرت وانتقلت للعمل في مدينة سوسة الساحلية، ونقرأ قصة حب عذبة خفيفة في ظاهرها ومعقدة في باطنها. ثم نطير الى ايطاليا لاستكمال الأحداث.. ربما نعود وربما لا، لن أسهب بالحديث أكثر.