وُلِدت سلطانة الطرب منيرة المهدية بالإسكندرية، واسمها الحقيقي "زكية حسن منصور" تُوفِّي والدها وهي صغيرة، فقامتْ برعايتها أختها الكبرى، فأدخلتْها المدرسة. ولكن زكية كانت دائمة المرح، وكانت تجمع زميلاتها لتغنِّي لهن بعض الأغاني، مما جعلها تهمل الدراسة، ومِن ثمَّ تركتِ المدرسة وانتقلت إلى القاهرة، وعن علاقة أم كلثوم وسلطانة الطرب دعونا نعرف ما الذي كانت تفعله منيرة فى سنة 1922 سنة مجيء كوكب الشرق إلى القاهرة.
يقول كتاب " كتاب مسيرة المسرح فى مصر 1900–1935"فرق المسرح الغنائى لـ الدكتور سيد على إسماعيل":
موسم 1922 - 1923
افتتحت منيرة المهدية هذا الموسم بدار التمثيل العربي في أواخر أكتوبر 1922، وذلك بإعادة مجموعة من مسرحياتها السابقة حتى أوائل ديسمبر، ومنها: «روزينا»، «كلها يومين»، «علي نور الدين»، «كرمنينا»، «كرمن»، «شهداء الغرام»، «التالتة تابتة»، «صلاح الدين الأيوبي»، «تاييس»، «تليماك»، «كلام في سرك»، «عائدة». بعد ذلك قدَّمت الفرقة مسرحيتها الجديدة الوحيدة في هذا الموسم، وهي «أديني جيت» يوم 7 /2 /1922، وهي من اقتباس فرح أنطون، وتلحين كامل الخلعي.
بعد تمثيل «أديني جيت» عادت الفرقة إلى عرض المسرحيات القديمة حتى يوم 9 /2 /1923. ومن هذه المسرحيات: «ضحية الغواية»، «تاييس»، «الطبيعة والزمن»، «روزينا»، «شهداء الغرام»، «كلها يومين»، «أنيس الجليس»، «كرمنينا» أو «بائعة التفاح»، «كرمن»، «تليماك»، «أدنا».
وفي يوم 9 فبراير 1923نشرت الفرقة إعلانًا بجريدة «الأخبار» قالت فيه: «أكبر رواية مصرية ظهرت عَلَى المراسح والسينماتوغراف، مساء الخميس 15 فبراير الساعة 9 ونصف. تمثَّل عَلَى مسرح دار التمثيل العربي «كليوباترا» ملكة مصر مع مارك أنطوان. وقد اعتنى بتلحينها الشيخ سيد درويش نابغة الموسيقى. تُمثِّل كليوباترا سلطانة الفن «منيرة المهدية» عروس المراسح. «كليوباترا» أوبرا جميع ألحانها كتب نوتها محمود خطاب. اطلبوا التذاكر من الآن قبل نفادها.» وجاء الموعد، ولكن مسرحية «كليوباترا» لم تُمثَّل، بل ولم تُمثَّل أية مسرحية بعد ذلك طوال هذا الموسم؛ لأن منيرة حلَّتْ فرقتَها ورحلت إلى الشام هربًا من مشاكلها مع زوجها محمود جبر.
موسم 1923 - 1924
عادت منيرة من الشام، وعملت فترة من الوقت بالغناء في «كافيه ريش»، وظلت أخبارها المسرحية منقطعة فترة طويلة، حتى ظهرت من جديد في أواخر مايو 1924حيث أعلنت عن عودتها مرة أخرى بمجموعة من المسرحيات، منها: «كليوباترا» اقتباس سليم نخلة، و«توسكا» ترجمة إبراهيم المصري وفايق رياض، و«مدام بترفلاي» ترجمة زكي السويفي. كما أعلنت أن فرقتها الجديدة تضم كلًّا من: إسكندر كفوري وزوجته ماري كفوري، وعبد الحليم القلعاوي.
بدأت منيرة عملها بمسرح دار التمثيل العربي بضعة أيام في شهرَيْ يونية ويولية 1924، حيث مثَّلتْ عدة مسرحيات منها: «تاييس»، «روزينا»، «التالتة تابتة».وفي يوم 17/ 7 / 1924 حلَّت فرقتها، ونشرت إعلانًا بجريدة «المقطم» بتاريخ 23 / 7/ 1924 قالت فيه:
السيدة منيرة المهدية تعلن العموم بأن علاقتها مع محمود جبر للشغل بدار التمثيل العربي انقطعت، وأصبحت حرة في عملها، ومستعدة لإحياء ليالي طرب بالمسارح والأفراح. والمخابرة مع الشيخ عبد الرحيم بدوي صاحب مطبعة الرغائب.