المتحف المصرى بالتحرير هو أقدم متحف أثرى فى الشرق الأوسط، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة فى العالم، ويعرض المتحف مجموعة كبيرة تمتد من فترة ما قبل الأسرات إلى العصرين اليونانى والرومانى، ومن بين القطع التى تعرض بالمتحف تمثال عملاق للمكل رمسيس الثانى.
اعتلى رمسيس الثانى عرش مصر وهو شاب صغير، ابن الخامسة والعشرين من عمره، كى يسطر أسطرًا من نور ومجد وعزة وفخر فى تاريخ مصر القديمة والشرق الأدنى القديم والعالم القديم، وكأن القدر كان على موعد مع مولد وتولى حكم مصر لذلك الملك الأسطورى رمسيس الثانى ملك الملوك وسيد العالم القديم.
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، صار رمسيس الثانى على الرغم من وجود عدد كبير من الملوك الفراعنة الذين حملوا اسم رمسيس من قبله، مثل جده رمسيس الأول فى أسرته الأسرة التاسعة عشرة، وخلفائه من رمسيس الثالث إلى رمسيس الحادى عشر فى الأسرة التالية وأعنى الأسرة العشرين، وصار علمًا واسمًا على عصر كامل، وهو عصر الرعامسة أى ملوك الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين، عصر المجد فى مصر القديمة، فعندما نقول رمسيس دون تحديد ترتيبه فى الأسرتين أو فى العصر أو فى مصر القديمة عمومًا، فيعلم الجميع فى العالم كله، أننا نقصد دون شك نجم الأرض وملك الملوك رمسيس الثانى العظيم الخالد.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير أن رمسيس الثانى كان ابن الفرعون المحارب الخالد الملك سيتى الأول العظيم وابن الملكة تويا، ويعنى اسم رمسيس "الإله رع خلقه" واسمه الكامل "رمسيس مرى آمون" ويعنى "الإله رع خلقه، محبوب الإله آمون"، واسم العرش الخاص به هو "وسر ماعت رع ستب إن رع" أى "عدالة الإله رع قوية، المختار من الإله رع".
ولفت كتاب "الفراعنة المحاربون" إلى أن رمسيس الثانى تزوج عددًا كبيرًا جدًا من النساء، لعل أشهرهن هى الملكة الفاتنة وجميلة الجميلات الملكة نفرتارى، وكذلك أنجب عددًا كبيرًا من البنين والبنات، لعل أشهرهم ابنه وولى عهده الملك مرنبتاح والأمير الزاهد الناسك الشهير خع إم واس والأميرة ثم الملكة ميريت آمون، ولم ينجب ملك مصرى قديم مثلما أنجب رمسيس الثانى العظيم من أبناء كثيرين.
حكم رمسيس الثانى مصر فترة طويلة تبلغ نحو سبعة وستين عامًا، وامتاز عهده بالعظمة والمجد والضخامة فى كل شئ خصوصًا فى أعمال البناء والتشييد والتى امتدت فى أركان الكون الأربعة خصوصًا فى أرض مصر الطيبة وبلاد النوبة وبلاد الشام وعلى ساحل البحر المتوسط.
وأكد كتاب "الفراعنة المحاربون" أنه لم يشيد ملك مصرى قديم من معابد وتماثيل ضخمة ومسلات مثلما بنى رمسيس الثانى العظيم، وامتد به العمر طويلاً ومات فى سن متأخرة بعد العام التسعين من عمره المديد، وعندما مات تم دفن الفرعون المقدس بكل جلال الملكية المصرية المقدسة التى تليق بعظمة جلالة الملك رمسيس الثانى العظيم فى مقبرته رقم 7 فى منطقة وادى الملوك فى البر الغربى لمدينة الأقصر الشهيرة بصعيد مصر الخالد.