استضاف بيت السنارى الليلة لقاءً فكرياً موسعاً مع المؤرخ والمفكر الأمريكى الشهير "بيتر جران"، بمقر بيت السنارى بالسيدة زينب بالقاهرة، وافتتح اللقاء الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور ومشاركة لفيف من المثقفين والمفكرين والمؤرخين.
وقال الدكتور أحمد زايد إن بيتر جران واحد من أشهر من تصدوا لقضية الاستشراق، لافتا إلى أن كتابه عن الاستشراق الصادر عن المركز القومى للترجمة هو ما ستدور حوله الندوة مضيفا أنه تخرج فى جامعة شيكاغو سنة ألف وتسعمائة وأربعة وستين واهتم بالتاريخ المصرى وقضايا الاستشراق منذ بداياته فى عالم الفكر والدراسات التاريخية.
من جانبه قال المؤرخ والمفكر الأمريكى بيتر جران أن الاستشراق هو محور عمله، لافتا إلى أنه يقسم مراحل بحثه إلى ثلاث مراحل الكولونيالية والحرب الباردة وما بعد الكولونيالية والحداثة، مضيفا أنه يرى مصر فى القلب من الشرق الأوسط حال تناول هذا الموضوع.
وعرض افكار اللورد كرومر قائلا إنه رأى فى إطار النظرة الغربية أن مصر جماعة من الناس لكنه لم يشر إليها كدولة مضيفا أن فهمه الاسلام كان أبسط من اللازم فلم يتكلم سوى عن الأحكام التى رآها صارمة لافتا إلى انه تطرق أيضا الى ضرورة تحسين وضع المرأة فى الشرق مع أنه عاد إلى بلاده ليترأس جمعية ضد حقوق المرأة!
وتحدث عن النظرة الأمريكية الشرق قائلا إن الغرب ما زال يرى مصر وبلاد الشرق بصورة نمطية بعيدا عن الحداثة والتحديث.
وأضاف إذا امعننا النظر فى التاريخ الأمريكى سنجد أن الآباء ارتكبوا الجرائم بحق الهنود الحمر والأفارقة لكننا لا نستطيع قول ذلك للتلاميذ والطلاب، لافتا إلى أن الرؤية الغربية تبلور كل الجرائم التى ارتكبتها فى سياق أنها كانت جزءا من الخطة الإلهية وفقا لرؤية شبيهة بقصص الكتاب المقدس والعهد القديم. وقد أعقبت الندوة أمسية فنية أحيتها فرقة التنورة على مسرح بيت السناري.
جدير بالذكر أن "بيتر جران" هو أستاذ التاريخ المصرى الحديث بجامعة تمبل الأمريكية ويعد أحد أبرز مفكريها، وارتبطت كثير من مؤلفاته بتاريخ الثقافة العربية والإسلامية، ومن أهمها مؤلفه بعنوان (الجذور الإسلامية للرأسمالية: مصر1760-1840) وهو الكتاب الذى أحدث ضجة وجدالاً فكرياً عند صدوره فى منتصف الثمانينيات، وقام بترجمته وقتها المؤرخ الكبير الدكتور رءوف عباس حامد. ولجران رؤيته المختلفة فى كتابة التاريخ، بعيدًا عن منهج الاستشراق المستخدم لتفسير تاريخ العالم.
زار جران مصر عدة مرات وقدم محاضرات منها أمام المركز القومى للترجمة والمجلس الأعلى للثقافة وترجمت الكثير من أعماله إلى العربية، ومن بينها كتابه "صعود أهل النفوذ".
