يحتفل العالم باليوم العالمى للمتاحف، وهواليوم الذى حدده المجلس الدولى للمتاحف "الأيكوم" عام 1977 بهدف زيادة الوعى بأهمية المتاحف فى تطوير المجتمعات باعتبارها الذاكرة الحية للشعوب، وإتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف للتواصل مع الجمهور وتنبيههم للتحديات التى تواجه المتاحف، وفى غطار تلك المناسبة نستعرض عبر السطور المقبلة أقدم واحدث متحف فى مصر؟
أمام عن أقدم متحف فى مصر فهو المتحف المصرى أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، يقع المتحف المصرى فى قلب العاصمة المصرية القاهرة (وسط البلد) ويطل على ميدان التحرير، وهو أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية.
تم افتتاح المتحف فى موقعه الحالى فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى خلال عام1902م، وذلك بعد تنقل آثار المتحف أكثر من مرة بعدة مواقع حتى انتهى بها المطاف فى المبنى الحالى.
ويتكون المتحف من طابقين رئيسيين، يحتوى الطابق الأول على الآثار الثقيلة من توابيت ولوحات وتماثيل معروضة طبقاً للتسلسل التاريخى، أما الدور العلوى فيحتوى على مجموعات أثرية متنوعة، من أهمها مجموعة الملك توت عنخ آمون، وكنوز تانيس، بالإضافة إلى قاعتين للمومياوات الملكية.
كما يضم المتحف عددًا هائلاً من الآثار المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعونى بالإضافة إلى بعض الآثار اليونانية والرومانية، منها "مجموعة من الأوانى الفخارية (من عصور ما قبل التاريخ)، صلاية نعرمر (عصر التوحيد)، تمثال خع سخم (الأسرة 2)، تمثال زوسر (الأسرة 3)، تماثيل خوفو وخفرع ومنكاورع (الأسرة 4)، تمثال كاعبر وتماثيل الخدم (الأسرة 5)، وتمثال القزم سنب (الأسرة 6)، وتمثال منتوحتب نب حبت رع (الأسرة 11)، وتماثيل أمنمحات الأول والثانى والثالث (الأسرة 12)، تمثال الكا للملك حور (الأسرة 13)، تماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث (الأسرة 18)، ومجموعة توت عنخ آمون (الأسرة 18)، ومجموعة كنوز تانيس، ومجموعة كبيرة من المومياوات من مختلف العصور.
كما يضم المتحف إلى الآن مجموعة من مقتنيات الملك الفرعونى توت عنخ آمون وعلى رأسهم قناع الملك الذهبى، إذ سيتم نقلهم للمتحف الكبير بالهرم قبل افتتاحه بأيام قليلة، إذ ستحل مقتنيات تانيس محل مقتنيات الملك الذهبى توت عنخ آمون بعد نقلها.
أما عن أحدث متحف فى مصر فهو المتحف القومى للحضارة، وهو أحد أكبر المتاحف العالمية والوحيد من نوعه فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط وأفريقيا، والذى يقع بالقرب من حصن بابليون ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة.
وتم وضع حجر الأساس في عام 2002 م ليكون هذا المتحف واحدًا من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية، حيث يحكي من خلال مقتنياته الأثرية مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث.
وقد واجه المشروع أزمات كثيرة سبب تجاهل المشروع، وتأخر افتتاحه والذى كان مقرر له عام 2011، بسبب عدم صرف المستخلصات المالية فى موعدها لصالح الهيئة الفنية بمجلس الدفاع الوطنى، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المعدات والبنود، بسبب تغير سعر الصرف.
ومنذ 2014، بدأ اهتمام الدولة بالمشروع القومى لمتحف الحضارة، حيث تم إزالة كل العقبات، لسرعة افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط.
وفي عام 2017 وفي إطار افتتاح المتحف جزئيًا افتتحت قاعة العرض المؤقت التي تبلغ مساحتها 1000م٢، وتضم معرضاً مؤقتاً عنوانه "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، يهدف إلى التعريف بتطور الحرف المصرية (الفخار، والنسيج، والنجارة، والحلى). ويشمل هذا المعرض حوالي 420 قطعة أثرية مختارة من بعض المتاحف، والعديد من المجسمات، بالإضافة إلى شاشات كبيرة تعرض عدداً من الأفلام الوثائقية التي تتناول تاريخ كل حرفة وتطورها عبر العصور.
وفى 2020، فى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتطوير منطقة عين الصيرة، لاستعادة الوجه الحضارى للمنطقة وتنمية مقاصدها السياحية، والارتقاء بمستواها المعمارى والخدمى، مع تحسين البيئة المعيشية وتوفير بدائل جيدة وعصرية للمواطنين، في إطار خطة متكاملة لتطوير منطقة الفسطاط، لإعادتها لسابق عهدها من خلال الاستفادة من المناطق التراثية والتاريخية بها، وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي عالمية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن اهتمام الدولة بالحضارة المصرية وإنها من أولوياتها الإستراتيجية، فقد تقرر نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية فى موكب ملكى ضخم، حتى يشهده العالم أجمع، وذلك لرؤية الدولة مستقبلا.
وفى 2020، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإتمام الأنشطة الأثرية والثقافية العالمية، مثل موكب المومياوات الملكية، وذلك على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة.
وخططت الدولة للموكب بشكل متميز حيث شهدت شوارع مسار موكب المومياوات الملكية رفع كفاءتها، حيث تم رصف الطرق وتجميل الأرصفة وتجديد الإنارة وتقليم أشجار والعناية بالمسطحات الخضراء مع إزالة أى تشوهات أو كتابات موجودة على الأسوار وإعادة طلائها بلون موحد بما يتناسق مع روح ميدان التحرير ورفع كفاءة النظافة فى المنطقة، والعناية بنظافة أسطح وواجهات العقارات ودهان أسوار الكبارى وإزالة الملصقات والكتابات المشوهة لها، واستكمال الأرصفة والبردورات وتوحيد منسوب الأرصفة ورفع كل الإشغالات الخاصة ببائعى الفواخير وإخلاء الأرصفة تماماً منها ورفع كفاءة النظافة فى المنطقة.
كما تم استكمال تركيب الجرانيت أمام معهد الأورام بالسيدة زينب، وإنشاء نافورة تجميلية بميدان فم الخليج، كما تم الانتهاء من أعمال طلاء الأسوار، وطلاء واجهات العقارات المطلة على الطريق المؤدى إلى متحف الحضارة وتوحيدها، ودهان أجسام وأسوار كل الكبارى الموجودة بالمسار من الداخل والخارج، ومعالجة الأجزاء المتهالكة من الفواصل والأسوار والأرصفة ورفع كفاءتها بشكل عام، كما تم رفع الإعلانات المخالفة من أعلى المبانى والعمارات التراثية.
كما تم تطوير كوبرى المانسترلى بنطاق حى مصر القديمة حيث يقع بخط سير مسيرة المومياوات الملكية إلى جانب أهميته التراثية والتاريخية وتصميمه ذى الطابع المعمارى المميز، وتم إنشاء سور جمالى بطول مسار المومياوات بمحاذاة قرية الفواخير، حتى بحيرة عين الصيرة بالإضافة إلى تطوير محيط متحف الحضارات، وهو المحطة الأخيرة للمومياوات الملكية، حيث تم تطوير بحيرة عين الصيرة وإنشاء مطاعم وكافيهات ومسطحات خضراء بواجهة المتحف.
وبالفعل تم انطلاق الموكب فى 3 أبريل من عام 2021م، وهو الحدث الذى بهر العالم أجمع، فقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، على استقبال 22 ملك وملكة لمكان عرضهم النهائى فى المتحف القومى للحضارة، وهو ما اكسب الحدث أهمية كبرى أمام العالم، وبات حديث الصحف العالمية تحت عنوان "الرحلة الذهبية"، وتم افتتاح المتحف واستقبل الزوار بعد 19 عاما من وضع حجر الأساس، ليؤكد على مدى التطور الذى حدث خلال 7 سنوات فقط حتى ينتهى المشروع ويتم افتتاحه.