تشهد الدورة الحالية من جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى درتها لعام 2023، وصول كاتبتين للقائمة القصيرة من قبل، وهما ميرال الطحاوى، ونجوى بن شتوان، فهل تبتسم الجائزة لإحداهما هذا العام؟
فى عام 2011 وصلت رواية "بروكلين هايتس" للكاتبة ميرال الطحاوى، وحينها لم تفز بالجائزة الكبرى، وفي عام 2017، وصلت رواية "زرايب العبيد" للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان إلى القائمة القصيرة، ولكنها لم تفز بالجائزة الكبرى.
وفى هذه الدورة لعام 2023، وصلت رواية "أيام الشمس المشرقة" للكاتبة ميرال الطحاوى، إلى القائمة القصيرة، كما وصلت رواية "كونشرتو قورينا إدواردو" للكاتبة نجوى بن شتوان إلى نفس القائمة.
رواية أيام الشمس المشرقة
تتناول رواية أيام الشمس المشرقة للكاتبة ميرال الطحاوى عوالم الهجرة وتقلبات الإنسان بين أعطاب المكان الأصل وعنف مكان النزوح. تبدأ الرواية بانتحار جمال، الشاب الممزق الهوية، وتنتهي مع انتحار ميمي الفتاة الإفريقية الناجية من مذبحة عرقية في بلادها، وما بين الحادث الأول والمشهد الأخير تدور أحداث الرواية في بلدة صغيرة متخيلة تُسمى "الشمس المشرقة"، التي تقع على الحدود الجنوبية الغربية لأمريكا، وتشهد سواحلها بشكل يومي عمليات تهريب العمّال والمهاجرين غير الشرعيين.
تسلط الرواية الضوء على فئة مهمشة يظن الجميع، على عكس الواقع، أنها الفئة الناجية، وتمنح لهؤلاء المهمشين في المجتمع الغربي صوتاً، وتحفر عميقاً في أسئلة تخصهم. "أيام الشمس المشرقة" نموذج مثالي لتيهة الهجرة، لكنها، قبل كل شيء، رؤية الغريب التي تتمتع بالتمرد على الواقع الجديد، مع ذلك يخلق أسلوباً للتكيف مع قسوته.
رواية كونشرتو قورينا إدواردو
تناقش رواية كونشرتو قورينا إدواردو للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان صراع الإنسان مع الظلم والاستبداد السياسي الذي لا يغلق باب جحيم الحاضر حتى يفتح باب جحيم المستقبل.
تحكي رواية "كونشيرتو قورينا إدواردو" قصة فتاة ليبية ونشأتها في ليبيا، وتأثير السياسة والحرب على حياتها وأسرتها. تنتمي البطلة إلى عائلة من أصول يونانية وهم أقلية عرقية ليبية لديهم ثقافتهم الخاصة والمتميزة داخل المجتمع الليبي متعدد الأعراق. من منظور البطلة، نرى المجتمع الليبي وتبدلاته منذ سنوات السبعينيات وصولاً إلى الثورة التي أسقطت القذافي سنة 2011 والحرب الأهلية سنة 2014.
تصف الرواية مقتل الأب خلال فترة ما يُعرف بالثورة الثقافية في ليبيا، وتأميم مصنع العائلة وانعكاس التغير الاقتصادي الكبير الذي حدث على حياة الأسرة وأفرادها. تعرج الرواية على عدة مواضيع، منها يهود ليبيا وقصة خروجهم أو طردهم سنوات الستينيات؛ الحرب الأهلية وانعكاساتها على النسيج الاجتماعي؛ تهريب الآثار والعبث بالإرث التاريخي لليبيا؛ والتلاقح الثقافي والعرقي بين شعوب البحر الأبيض المتوسط. الرواية ترسم بانوراما التحولات التي عرفتها ليبيا منذ ما سمي بالثورة إلى أن انهارت هذه الثورة نفسها وفتحت البلاد أمام انكسارات كبيرة.
يشار إلى أن جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، أعلنت أن حفل الإعلان عن الرواية الفائزة بجائزتها الكبرى، فى دورتها لعام 2023، سوف يقام يوم الأحد، 21 مايو، فى العاصمة الإماراتية، أبوظبى، في تمام الساعة السابعة مساء، بتوقيت دولة الإمارات العربية، وسوف يتم نقل الحفل على الصفحة الرسمية للجائزة على منصة التواصل الاجتماعى "فيس بوك".