فى لقاء نادر موجود على قناة ماسبيرو زمان بثه التليفزيون المصرى سنة 1983 جمع فاروق شوشة الشاعران الكبيران الراحلان أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودى فى حلقة بعنوان أمسية ثقافية للحديث عن صداقتهما ومشوارها فى عالم الشعر والأدب باعتبارهما شاعرين من نفس الجيل والمحافظة ولهما جذور واحدة.
ما يلفت النظر فى هذا اللقاء إذا ما نظرنا للشاعر الراحل أمل دنقل هو حرصه الشديد طوال اللقاء على الحديث بالعربية الفصحى فضلا عن تمكنه الواضح فيها والسيولة اللفظية الواضحة إلقاء وقدرة على الربط باستخدام اللغة قدرة فائقة على ضبط الكلمات بالفتحة والكسرة والضمة لكن ماذا قال عن لإخلاص للشعر؟
قال أمل دنقل إن ما جمعه بالشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي هو الإخلاص للشعر فلم يعمل أى منهما عملا آخر وعن ذلك قال أمل دنقل: جمعنى بالأبنودى الإخلاص للشعر فلم يكتب أى منا شيئا آخر فلم نحاول كتابة القصة أو الرواية أو العمل فى الصحافة.. ما أريد قوله أنا كلا منا كان راسخا فى وجدانه منذ بداياته أن يصير شاعرا".
وأضاف أن أباه ووالد عبد الرحمن الأبنودى كان صديقين اجتمعا على الشعر العمودى لكنه والأبنودى اجتمعا على اختلاف اللغة وهو هنا يقصد أن واحدا يكتب الفصحى والثانى العامية.
ويعتبر أمل دنقل واحدا من أهم شعراء مصر فى القرن العشرين وقد خالف معظم المدارس الشعرية واستوحى قصائده من رموز التراث العربي، وكان السائد فى هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة، وعاصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم فى تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر فى عام 1967 وعبر عن صدمته فى رائعته "البكاء بين يدى زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث".