تنطلق أشعار أمل دنقل بالمزاج العصبى لكنها تشير أيضًا إلى التوازن فى الانفعالات وهى حرفة الشاعر إن أردت الدقة وقد وصلت مداها عند أمل دنقل فهو كما تقول عنه عبلة الروينى أنه انفعالى حاد لكنه عقلانى فى نفس الوقت يضبط مشاعر وانفعالاته وحركاته.
لكن أمل دنقل فى علاقته بأصدقائه كان يبجل التقدير فهو كما تقول عنه زوجته يحب أن يتهلل الأصدقاء لرؤيته لا أن يستقبلوه استقبالاً عاديًا فى المقهى أو فى الجلسات الصاخبة.
سماه الناقد الراحل وصديقه جابر عصفور سبارتاكوس كما ورد فى كتاب الجنوبى لأنه السائر دائما إلى انتصاره فى الموت.
أما علاقته بيحيى الطاهر عبد الله فهى شأن مختلف فقد كان يحيى الطاهر عبد الله حين يتشاجران يسب غاضبا فيترك له أمل دنقل المائدة ويرسل إليه صديقا يهديء من روعه فى تلك اللحظة التى يحتاج فيها يحيى الطاهر عبد الله إلى رفيق كما تقول عبلة الروينى.
وعرف أيضا الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل بعلاقته القوية الممتدة عبر سنوات بعبد الرحمن الأبنودى وقد جمعهما فاروق شوشة فى حلقة نادرة من برنامج "البرنامج الثقافى" أذيعت فى التليفزيون المصرى عام 1983، عام رحيل أمل دنقل.
فى الحلقة كان أمل دنقل، مريضا يعالج فى معهد الأورام، وعندما يتذكر فاروق شوشة، ما حدث فى تلك الحلقة يقول: "لقد اتفقنا أنا وعبد الرحمن الأبنودى على "سرقة" أمل دنقل من معهد الأورام إلى أستوديو البرنامج".
وخلال اللقاء تحدث أمل دنقل عن والده ووالد عبد الرحمن الأبنودى، فقد كانا صديقين وكانا ينظمان الشعر العمودى، موضحا أن ما جمعه بالأبنودى، هو الإخلاص للشعر من البداية، فمنذ اللحظات الأولى، لم يضع فى ذاكرته وتصميمه إلا الشعر، وفى تقديره فإن هذه الرهبنة - على حد وصفه - فى محراب الشعر هى الشىء الأهم الذى جمعه والأبنودى.
بينما قال الخال عبد الرحمن الأبنودى، إنه ما يشبهه بـ أمل دنقل أنهما كانا على قدر واحد من الثورة، على كل ما أحاط بهما من المألوف، وعلى كل الظروف، التى كانت تسير فى اتجاه أن تصنع منهما ما يريد أبويهما.