فازت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة ورائدة مجموعة واسعة من المبادرات الرامية إلى تحسين حياة الناس في جميع أنحاء العالم، بجائزة مجلة "فاست كومباني الشرق الأوسط" للأشخاص الأكثر ابتكاراً في مجال الأعمال لعام 2023، عن فئة "صناعة التغيير الايجابي للمجتمعات" وذلك تقديراً لإنجازاتها البارزة وذات الأثر المستدام على الأفراد والمجتمعات.
وإضافة إلى تأسيسها مجموعة كلمات للنشر، تولَّت الشيخة بدور القاسمي قيادة العديد من المؤسسات الدولية والمحلية ذات الطابع الثقافي والعلمي والتنموي، إذ كانت ثاني امرأة وأول عربية تفوز برئاسة "الاتحاد الدولي للناشرين" لعامي 2021-2022، كما أطلقت مبادرة "ببلش هير" (PublisHer) في عام 2019، والهادفة إلى تمكين المرأة من الوصول إلى المراكز القيادية في قطاع النشر العالمي. وكان لها دور كبير في نيل الشارقة لقب عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 من خلال رئاستها لجنة ملف تقديم الطلب إلى "اليونسكو"، إضافة إلى إنشائها "بيت الحكمة" في الشارقة، الذي يجمع بين فكرة المكتبة ومركز التفاعل الاجتماعي والمعرفي، وكذلك إطلاقها "مؤسسة كلمات" لتمكين الأطفال النازحين وضعاف البصر من الوصول إلى الكتاب والقراءة.
وبمناسبة تسلّمها الجائزة، قالت الشيخة بدور القاسمي: "أشكر القائمين على الجائزة لمبادرتهم بهذا التقدير. وبالنسبة لي، الإبداع يعني أنك صنعت شيئاً لم يكن موجوداً من قبل، وإذا كنت قد فعلت ذلك بطريقة توفر حلولاً للتحديات، فأنا سعيدة بذلك. وأذكر أن ستيف جوبز قال مرة إنه لا يستطيع تغيير العالم إلا أولئك الذي يؤمنون حقاً بأنهم يستطيعون، وهذا صحيح. فأنت بحاجة إلى التفكير بشكل مختلف لإحداث فرق، وهذا شيء أعتقد أن جميع المرشحين للجائزة يشتركون فيه".
وتعد هذه الجائزة المرموقة، التي تحتفي بمختلف أشكال الإبداع، بمثابة تكريم لمسيرة الشيخة بدور القاسمي في إطلاق المشاريع المبتكرة وقيادة سلسلة من المبادرات من أجل صالح أفراد المجتمع، مع التركيز على توفير المعرفة والثقافة.
الارتقاء بقطاع النشر في دولة الإمارات وخارجها
أسست الشيخة بدور القاسمي "جمعية الناشرين الإماراتيين" في عام 2009، بهدف تطوير صناعة النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة وجعلها أكثر احترافية، قبل أن تتمكن الجمعية من الحصول على عضوية "الاتحاد الدولي للناشرين"، الذي تأسس عام 1896 في فرنسا، ويتخذ حالياً من جنيف مقراً له، ثم تولَّت رئاسة عدة لجان ومبادرات، حتى اختيرت لمنصب نائبة رئيس الاتحاد بين عامي 2019-2020.
وفي عام 2019، أقامت الشيخة بدور شراكة بين "الاتحاد الدولي للناشرين" و"دبي العطاء"، لإطلاق "الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر"، ومن عام 2020 إلى عام 2022، استثمر الصندوق 800 ألف دولار أمريكي في 18 مشروعاً لتعزيز لغات السكان الأصليين، ونشر القراءة، والتعليم، والوصول إلى المكتبات، وتوفير الكتب بصيغ مختلفة لضعاف البصر، ولا يزال يستفيد منه آلاف من الأشخاص في 20 دولة.
وما بين عامي 2021 و2022، تولَّت الشيخة بدور القاسمي رئاسة "الاتحاد الدولي للناشرين"، وهي الفترة التي تزامنت مع جائحة كوفيد-19، حيث أظهرت تفانياً كبيراً في توحيد قطاع النشر العالمي أثناء الجائحة، من خلال وضع خطة لتعزيز استدامة ومرونة الصناعة باعتبارها نظاماً متوازناً يضم جهات فاعلة ومترابطة.
التنوع والشمول
وترجمة لرؤيتها حول أهمية دور المرأة في تعزيز مرونة قطاع النشر والارتقاء بكفاءته، بذلت الشيخة بدور القاسمي، خلال رئاستها للاتحاد جهوداً نوعية، من أجل زيادة تمثيل المرأة في اللجان والجلسات النقاشية والحوارية والاجتماعات، وأثمرت هذه الجهود عن تولي امرأتين منصبي الرئيسة ونائبة الرئيسة بعد انتهاء ولاية الشيخة بدور، ومن المقرر أن تصبح النائبة الحالية رئيسة للاتحاد في عام 2025، ما سيجعلها ثالث امرأة على التوالي تشغل هذا المنصب.
وفي عام 2019، أطلقت الشيخة بدور مبادرة "ببلش هير" (PublisHer)، استجابة لحالة الإحباط بين الناشرات حول صناعة كانت النساء فيها أكثر عدداً من الرجال على جميع المستويات، باستثناء المناصب القيادية. وأصبحت هذه المبادرة منصة نابضة بالحياة لتعزيز مشاركة المرأة وتقديم الدعم العملي لها وهي تشق طريقها في قيادة هذه الصناعة.
الشارقة "عاصمة عالميّة للكتاب" 2019
كانت الشيخة بدور القاسمي مصممة منذ فترة طويلة على نيل الشارقة لقب عاصمة عالمية للكتاب، وهو ما تحقق في عام 2019 بفضل برنامج مبتكر استمر لمدة عام وركز على الشمولية كأولوية في فعالياته. واحتفاءً بهذا اللقب ومن أجل تخليد هذه الذكرى، أسست "بيت الحكمة"، ليكون مركزا ثقافياً ومكتبة تركز على التفاعل والتنوير.
مؤسسة كلمات
أنشأت الشيخة بدور القاسمي "مؤسسة كلمات" في عام 2016، لإتاحة وصول الأطفال العرب المحرومين واللاجئين وذوي الإعاقات البصرية إلى الكتب. وتسعى المؤسسة إلى تزويد هؤلاء الأطفال بالمعرفة وتمكينهم من خلال منحهم كتباً في أشكال يسهل الوصول إليها. وحتى الآن استفاد من المؤسسة 162,000 طفل محروم في 31 دولة في آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية.