متحف الفن الإسلامى يعد أحد أكبر متاحف الفنون الإسلامية بالعالم، فهو منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر العصور، حيث يضم أكبر وأروع مجموعة من الآثار الإسلامية على مستوى العالم، ومن بين معروضات المتحف مجموعة من المصاحف مختلفة الأحجام، وهو ما التقطته عدسة "انفراد" خلال التجول داخل متحف الفن الإسلامى.
وكتب على بطاقات الشرح الخاصة بالمصاحف: لقد اعتنى المسلمون بكتابة المصاحف وإخراجها فى أبدع صورة، وذلك لأن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع فى الإسلام، فهو كلام الله المتعبد بتلاوته الذى أنزله على رسوله محمد "صلى الله عليه وسلم"، وهو الكتاب الحق الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وقد ساعدت العناية بكتابة القرآن الكريم بشكل كبير فى تطور الخط العربى، فقد تنافس الخطاطون فى كتابة المصاحف فأخرج كل منهم أفضل ما عنده، حتى اصبحت اللغة العربية والخط العربى أحد اهم سمات الحضارة الإسلامية، وكذلك وضعت له القواعد والأسس الخاصة مما جعل الفنان يبدع فى تنفيذه خطا زخرفيًا باعثًا للبهجة والسرور.
وكان الهدف من إنشاء متحف الفن الإسلامى هو جمع الآثار والوثائق الإسلامية من العديد من أرجاء العالم مثل مصر، وشمال أفريقيا، والشام، والهند، والصين، وإيران، وشبه الجزيرة العربية، والأندلس، فبدأت الفكرة فى عصر الخديوى إسماعيل وبالتحديد عام 1869م، لكن ظلت قيد التنفيذ حتى عام 1880 فى عهد الخديوى توفيق، وبالفعل بدأ التنفيذ عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التى ترجع إلى العصر الإسلامى فى الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله.
تغير اسمه من المتحف العربى إلى المتحف الفن الإسلامى فى عام 1951، وفى جعبته مجموعات فنية معبرة عن مختلف الفنون الإسلامية عبر العصور بما يسهم فى إثراء دراسة الفن الإسلامى.
متحف الفن الإسلامى له مدخلان أحدهما فى الناحية الشمالية الشرقية والآخر فى الجهة الجنوبية الشرقية، وتتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية فى مصر بمختلف عصورها.
تضرر المتحف إثر حادث إرهابى، ففي يوم 24 يناير 2014 استيقظ الشعب المصرى على حادث تفجير سيارة مفخخة مستهدفة مديرية أمن القاهرة المقابلة للمتحف أدى التفجير لتدمير واجهة المتحف المقابلة للمديرية، وتدمير عدد كبير من القطع الأثرية، على يد الجماعة الإرهابية المحظورة، وكانت خسائر المتحف الذى يضم مقتنيات نادرة من عصور إسلامية مختلفة، وفادحة.
احتاج المتحف إلى مبلغ كبير لإعادته للعمل مرة أخرى، حيث بلغت تكلفة ترميمه لنحو 57 مليون جنيه، حيث منحت دولة الإمارات العربية المتحدة 50 مليون جنيه، و100 ألف دولار من اليونسكو، ومليون و200 ألف من أمريكا وسويسرا.
وبالفعل بدأت أعمال التطوير الجديد، وشمل العرض الجديد 4400 قطعة أثرية، منها 400 يتم عرضها لأول مرة، حيث كان العرض القديم يشمل 475 قطعة فقط، مع إضافة 16 فترينة عن العرض القديم، والتوسع فى القاعات حيث يبلغ عدد القاعات المفتوحة إلى 25 قاعة، إلى جانب تطبيق سيناريو عرض جديد وأعداد بطاقات شرح، بعد تشكيل لجنة من قبل أساتذة الجامعة.
وبعد 3 سنوات من العمل، وبالتحديد فى 18 يناير 2017، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى متحف الفن الإسلامى بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وإعادة تأهيله، وأزاح الرئيس الستار عن اللوحة التذكارية، إيذاناً بافتتاح المتحف، ليعود المتحف بثوبه الجديد ليثبت للعالم أن الإرهاب لن ينتصر أبدًا.