فى الذكرى الثالثة لرحيل آدم حنين استدعى الفنان وعضو مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلى ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى رحلة صداقة امتدت لأكثر من 45 عاما، كما ذكرت المؤسسة فى بيانها.
وقال فاروق حسني أتذكر وأنا طالب في كلية الفنون كنا في رحلة لأبو سمبل وتوقفنا في أسوان لكي نستقل المركب لأبو سمبل كان اللقاء الأول بآدم حنين ولم أكن أسمع عنه ولم يكن بنا وقتها أي حوار.
أما اللقاء الأول الحقيقي فكان عام 1971 في باريس في معرض في متحف جاليري جليرا، وكان هناك معرض للفن المصري الحديث وكان آدم حنين من ضمن المشاركين، وكانت الفنانة إنجي أفلاطون قوميسير المعرض، بحكم موقعي آنذاك بالسفارة في باريس كان لابد من التعامل مع كل الإجراءات اللازمة لإقامة المعرض في المتحف فكان اللقاء الأول مع آدم حنين بحضور الفنانة إنجي أفلاطون وتحدثنا في كيفية التناول ولغة التعامل.
كنت مديراً للمركز الثقافي في باريس وكان ملتقي لكل المفكرين والمثقفين المصريين والعرب وكان يأتي آدم وزوجته السيدة عفاف، فتوطدت العلاقة منذ هذه اللقاءات وخروجنا سوياً لاكتشاف كل ما هو قيم وعظيم في باريس وأصبحنا أصدقاء منذ ذلك الوقت.
عندما ذهبت بعد ذلك لإدارة الأكاديمية المصرية للفنون بروما كان أول شيء أفعله هو أن أقدم آدم حنين كفنان للمجتمع الإيطالي فتم الاتصال به ودعوته هو وزوجته السيدة عفاف، وبطبيعة الحال في الأكاديمية بها أماكن لإعاشة الفنانين فكان سهلاً أن يتواجد، فأقمت له معرضاً وطلبت منه أن يقيم تمثالاً يهديه للأكاديمية فكان التمثال (طائر في حديقة الأكاديمية)، وبالتالي ظروف أننا غرباء في مدينة واحدة ونعمل في نفس المجال الفني فالأصدقاء كانوا أيضاً من كبار الفنانين الإيطاليين والنقاد كذلك، وبالطبع آدم استراح للغاية من هذه التوليفة والعلاقات التي تحتويها فبدأ في النحت والرسم بكثافة شديدة وأمضينا فترة من الحياة الجميلة في إيطاليا لأنه أصبح مقيم في الأكاديمية هو وزوجته ، وكنت أستضيف على فترات كبار الفنانين والمثقفين والكتاب المصريين فكان مجتمع جميل جداً متلاقي فكرياً، وكان منهم على ما أتذكر شادى عبد السلام ، صلاح مرعي، منير كنعان، إنجي أفلاطون، جاذبية سري، حامد ندا، حامد عبدالله ومن الأدباء الدكتور لويس عوض، وأحمد بهاء الدين، ولطفي الخولي.
وفى هذه الأثناء كنا نحلم سوياً كيف تكون مصر مركزاً للنحت الدولي، وكنا في احتياج لمثال يساعد في ترميم أبو الهول وكان دائماً في ذهني آدم لأن أبو الهول تمثال يحتاج إلى مثال ليشترك في عملية الترميم العلمية وفي هذه الأثناء عرضت على آدم تحقيق حلمنا القديم بأن يقام سيمبوزيوم في أسوان للنحت وتكون مسئوليته وبالطبع تحتاج إلى شخصية فذة في الإبداع ولها احتكام دولي كبير وبالفعل قد تم، وقام بدعوة فنانين نحاتين من أنحاء العالم والسماح لشباب النحاتين في مصر للاشتراك لكي يحصلوا على الخبرات من الفنانين من العالم.
إطلاق مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلي هو حماية لفنه وتأكيده في المجتمع عبر الزمن لكي يكون دائماً موجود في الساحة الفنية تأثيراً للشباب الجديد وإعلاء لقيمة الفن وبالذات فن النحت فهي مؤسسة فاعلة في المجتمع الفني باسم آدم حنين وبفنه.