يحتفل، اليوم، الأديب الكبير محمد سلماوى، بعيد ميلاده الـ78، إذ ولد فى 26 مايو من عام 1945، ويعد سلماوى أحد أبرز الموجودين بالمشهد الثقافى العربى، لما له من إنتاج أدبى ثرى فى المسرح والرواية والقصة القصيرة، وكونه الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب مصر والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب طوال عشر سنوات كانت من أزهى عصور الاتحادين.
ألف محمد سلماوى عددا من المؤلفات في مجال مسرح: "فوت علينا بكرة" و"اللى بعده" (1983) - "القاتل خارج السجن" (1985) - "سالومي" (1986) - "اثنين تحت الأرض" (1987)، وصدر له عدد من المؤلفات القصصية والروائية،: "الرجل الذي عادت إليه ذاكرته" (1983) - "الخرز الملون" (1990)، "باب التوفيق" (1994).. وفى السطور التالية نرصد بعض من أبرز أعمال الأديب الكبير محمد سلماوي:
فوت علينا بكره واللى بعده
فوت علينا بكرة واللى بعده مسرحيتان لمحمد سلماوى كل مسرحية عبارة عن فصل واحد وكلا المسرحيتين تنتميان إلى عالم الكوميديا (السياسية) الساخرة فالأولى تحكى عن الروتين فى تعامل موظفى الدولة مع الناس وهو ما شاهدناه فى تعامل أحمد مع موظفى الدولة وما لاقاه من العذاب من أجل أن يحصل على ختم الدولة على بعض الأوراق اللازمة للسفر وفى ظل القرار الذى اتخذه مدير المصلحة للحد من التسيب نجده هو أول من يعمل على هذا التسيب.
وفى المسرحية الثانية نجد الطابور الذى أصبح واقعا مصريا أليما نعايشه هو حال المسرحية، نجد مجموعة من البشر يقفون فى هذا الطابور يمثل هذا الطابور حياة المصريين فمنهم الكبير والصغير العامل والفلاح والاستاذ والدكتور والفهلوى كلهم قد انقطعوا لهدف واحد وهو الوقوف فى هذا الطابور منهم من يقف منذ سنين ومنهم من يقف منذ أيام ولم يعد إلى البيت بعد حتى تضطر زوجته لأن تجىء وتحضر له بعض الملابس والطعام.
الجنزير
صدر عام 1992، ويتناول العمل تحليلا لظاهرة الإرهاب من خلال هجوم شاب مغرر به من الجماعات المتطرفة على أسرة مصرية في منزلها، واتخاذ أفرادها رهائن للضغط على السلطة لإطلاق سراح بعض أعضاء الجماعة المحبوسين على ذمة قضايا إرهابية، وخلال فترة وجود الشاب المتطرف داخل الأسرة يبدأ في مراجعة بعض افكاره مع استعراض لمشكلات هذه الاسرة وافرادها، وتم عرض المسرحية على خشبة المسرح عام 1995.
رقصة سالومي الأخيرة
"رقصة سالومي الأخيرة" قدمها محمد سلماوي عام 1999، وتبدأ أحداث المسرحية بعد استيلاء (سالومي) على العرش، حيث لم يذكر اسمها بعد ذلك أبداً في كتب التاريخ ولا مؤلفات الأدباء، حصلت المسرحية على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان قرطاج المسرحي عام 1999.
الخرز الملون
تعتبر رواية "الخرز الملون" للكاتب الكبير محمد سلماوى من أهم الروايات العربية التى صدرت فى الربع الأخير من القرن العشرين، لجرأة مضمونها السياسى والعاطفى ولأسلوبها الفنى الذى مزج فيه محمد سلماوى بين رواية السيرة والرواية التسجيلية، وبين مأساة بطلته نسرين حورى ومحنة الوطن، تسجل الرواية أهم الأحداث السياسية التى شهدها الوطن العربى فى فترة نصف القرن من حرب فلسطين عام1948 إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.
لا تعود جرأة "الخرز الملون" فقط إلى مضمونها السياسى والعاطفى المتفجر، وإنما أيضاَ لأسلوبها الفنى الجديد الذى مزج فيه محمد سلماوى ببراعة بين رواية السيرة والرواية التسجيلية، بين مأساة بطلته نسرين حورى ومحنة الوطن، فهى تأريخ للحياة العاطفية للبطلة مثلما هى تسجيل لأهم الأحداث السياسية التى شهدها الوطن العربى فى فترة نصف القرن الأخير من حرب فلسطين عام 1948 إلى كامب ديفيد عام 1979.
أجنحة الفراشة
"أجنحة الفراشة" قد صدرت عام 2010 عن الدار المصرية اللبنانية فى القاهرة وتحدثت عن ثورة ستقوم فى ميدان التحرير يقودها الشباب، وتنضم إليها كافة فئات الشعب مما يدفع الحكومة لمطالبة الجيش بالتدخل لقمع المتظاهرين بعد أن اتسع مجال الثورة ليشمل جميع أنحاء البلاد، لكن الجيش يرفض التدخل إلى أن يسقط النظام.
تلك هي الرواية المدهشة التي انبعثت حية على أرض ميدان التحرير. يقدم المؤلف في هذه الرواية مستوى من الأدب الرفيع تتضمن عصارة ثقافية عالية في فنون التشكيل والموسيقى والحياة، مع قدرة فائقة على صناعة الرموز وتكثيف المشاعر، وتتبع العلاقات الإنسانية والتحولات التي يشهدها المجتم ، وقد رسم المؤلف للوطن صورة جعلته هو البوتقة التي يتحرك فيها ويتجمع من خلالها أبطال الرواية وتلتقي فيها المصائر، وهي تمضي نحو شمس المستقبل.