يحتفل اليوم، الأديب الكبير محمد سلماوي، بعيد ميلاده الـ78، إذ ولد في 26 مايو من عام 1945، ويعد أحد أبرز الموجودين بالمشهد الثقافى العربى لما له من إنتاج أدبى ثرى فى المسرح والرواية والقصة القصيرة، وكونه الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب مصر والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب طوال عشر سنوات كانت من أزهى عصور الاتحادين.
وقع اختيار الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، على الكاتب محمد سلماوى، ليكون ممثلا له، فى احتفالات تسليم جائزة نوبل لعام 1988، لإلقاء كلمته أمام الحضور بالأكاديمية السويدية، ولجنة نوبل.
الكاتب الكبير محمد سلماوى، روى عن موقف طريف تعرض له بسبب خطاب الأديب العالمى نجيب محفوظ الموجه إلى الأكاديمية السويدية للعلوم، (الجهة المانحة لنوبل)، خلال احتفالية سابقة بمناسبة ذكرى ميلاد صاحب نوبل في الآداب عام 1988.
وكان صاحب الثلاثية أوصى "سلماوى" بضرورة قراءة البيان باللغتين العربية والأجنبية، وذلك لكونه يرى أن اللغة العربية هى الفائزة، وهو ما أشار إليه "محفوظ" في كلمته، وبالفعل توجه "سلماوي" إلى ستوكهولم لحضور احتفالات نوبل، بدلا من صاحب "الحرافيش"، وكان يراود "سلماوى" الشكوك" حول مدى تقبل المنظمين لكلمة نجيب محفوظ، خاصة وأنها تناصر القضية الفلسطينية، وهو يعلم مدى سيطرة اللوبى الصهيونى على الغرب الأوروبى، على حد وصفه.
شكوك سلماوي حول الكلمة والجزء الذى يناصر فيه صاحب نوبل للشعب الفلسطيني، تأكدت في الليلة اليوم الذى يسبق الاحتفالية، فوجئ "سلماوى"، برئيس لجنة نوبل، يترك له رسالة هامة مع استقبال الفندق الذى يقيم فيه، يطلب فيها أن يتحدث إليه فى مسألة هامة تخص خطاب نجيب محفوظ الموجه للاحتفالية.
الشكوك راودت سلماوي حول محاولة لجنة نوبل فى تعديل الخطاب، خاصة الجزء الذي يخص القضية الفلسطينية، بحجة أنها مناسبة ثقافية وليست سياسية، وشعر أنه فى مأزق بسبب أنه ليس له الحق فى تعديل أى من محتوى الخطاب، خاصة وأنها أمانة حملها إياه الأديب العالمى، ليقول كلماته أمام الحضور من العالم.
الحيرة التى عاش فيها محمد سلماوى ذلك الوقت جعلته يجتمع بالوفد الإعلامي المرافق، وكان من بينهم الإعلامي البارز مفيد فوزى، إذ روى عليهم شكوكه، حول طلب لجنة نوبل حذف العبارة الخاصة بالفلسطينيين، وأكد لهم أنه سوف ينسحب من الاحتفالية حال قاموا بذلك، وهو ما رحب به الحضور، وأكدوا انسحابهم جميعا إن حدث ذلك.
"سلماوى" قرر أن يواجه شكوكه ويتصل برئيس اللجنة، والذى قال له إن هناك عبارة فى الخطاب يطلب تعديلها، لكن سلماوى رفض بحجة أنه ليس مخول له أى تعديل، فطلب منه رئيس اللجنة أن يتصل بصاحب الثلاثية من أجل أخذ رأيه فى تعديل، خاصة وأنه أمر بسيط، لكن سلماوى رفض أيضا.
رئيس اللجنة حاول توضيح الأمر لسلماوى، الذى يعتقد أنه يخص الجزء الخاص بالقضية الفلسطينية، إلى أن أوضح له رئيس اللجنة أن نجيب محفوظ فى بداية خطابه، وجه الشكر إلى لجنة نوبل باعتبارها الجهة المانحة، وأنه يطلب تعديلها إلى الأكاديمية السويدية لأنها من تمنح الجائزة، وهنا أحس "سلماوى" ببساطة الأمر الذى جعله مرتبكا طيلة الوقت، ويقول له "عدل زى ما أنت عاوز".