تحل اليوم ذكرى ميلاد الرسام الفرنسى جورج رووه، الذى ولد فى 27 مايو من عام 1871، والذى بدأ مسيرته فى عالم الفن منذ نعومة أظافره ففى عام 1885 حين كان فى الرابعة عشرة التحق بدورة مسائية فى مدرسة باريس للفنون الزخرفية وخلال الفترة من 1885 إلى 1890 تدرب فى ورشة زجاج، وكان أسلوبه الناضج كرسام متأثرًا بلا شك بعمله فى ترميم النوافذ ذات الزجاج الملون فى العصور الوسطى، بما فى ذلك تلك الخاصة بكاتدرائية شارتر.
وفى عام 1891 التحق بمدرسة الفنون الجميلة، حيث سرعان ما أصبح أحد التلاميذ المفضلين للرسام الرمزى جوستاف مورو، فى فصل يضم أيضًا الشاب هنرى ماتيس وألبرت ماركيه وبعد وفاة مورو فى عام 1898، تم إنشاء متحف صغير فى باريس لصوره، وأصبح رو هو المنسق للمتحف وفقا لموسوعة بريتانيكا.
كان فى بداياته وحشى الأسلوب، ثم اقترب بعد ذلك من التعبيرية، وكانت النقطة الفارقة نحو ذلك هى ابتكاره أسلوبه الفنى الخاص الذى يعتمد على تقسيم أو تحليل الأشكال بطريقة أشبه إلى فن الزجاج المعشق الذى عرفته الكنائس فى القرون الوسطى.
بمرور الوقت غمر أعماله الفنية بالمشاعر الإنسانية ما جعله يبتعد عن المدرسة الوحشية فى الرسم، وخلق له خصوصية خاصة تميز بها، كما أنه اقترب فى بعض أعماله من أعمال بابلو بيكاسو قبل دخول الأخير فى المرحلة التكعيبية.
فى عام 1906 انجذب إلى السيراميك، فاجتمعت فى أعماله الأشكال التعبيرية والزخرفية، وامتزجت المساحات الملونة والمسيجة بالخطوط السوداء الكثيفة، ونضجت أعماله الخيالية التركيبية، فى تلك المرحلة، وبين عامى 1920و1937 تصدرت أعمال الحفر والطباعة نتاجه الفنى من بينها مطبوعات حجرية.
منذ عام 1939، غلبت أعماله صورة المسيح وهو مصلوب، ولكن المرض تملك منه، وأدى إلى تشوشه وتحطيم العديد من أعماله، ففى الوقت الذى كان يقاضى تاجر لوحات لاسترداد أعماله، وفى ظل مثوله أمام المحكمة وتأييدها باسترداد أعماله، قام بحرق 315 لوحة من أعماله التصويرية.
أعمال الفنان الراحل معروفة فى باريس فى المتحف الوطنى للفن الحديث منتشرة فى كل أنحاء العالم.
اهتم الفنان الراحل بنقل معاناة المواطن الفرنسى عبر لوحاته الفنية، إذ كان يجسد موضوعات تدور حول التعاسة والشقاء ومهرجى السيرك، الذين يحملون همومًا ولكنهم مطالبون بنشر البهجة للناس، وقد استخدم الألوان المائية والطباشير، لزيادة شحنتها التعبيرية، وقد رحل عن عالمنا فى 13 نوفمبر من عام 1958م.