رفاعة رافع الطهطاوى.. أحد قادة النهضة العلمية في مصر والعالم العربي خلال القرن التاسع عشر، رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم، 27 مايو لعام 1873.
لقب رفاعة الطهطاوى بـ رائد التنوير في العصر الحديث، وذلك لما أحدثه من أثر في تطور التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث، وقد اختير إماما مشرفا ومرافقا للبعثة العلمية الأولى التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا بعد أن رشحه الشيخ حسن العطار لهذه المهمة وزكاه عند السلطان.
كان رفاعة الطهطاوى أصغر طالب فى بعثة محمد على، حسبما يكشف الكاتب الصحفى الكبير سعيد الشحات فى سلسلة "ذات يوم" فحينها كان رفاعة أصغر قليلًا من الباقين الذين كانت متوسط أعمارهم السادسة والعشرين، فكان عمره حينذاك فى الخامسة والعشرين، وكان أعضاء البعثة معظمهم ينتمون إلى عائلات ميسورة يملأها الطموح باعتبارها من المفضلين فى هذه المناسبة، وكان هذا بالضبط ما حدث مع الطلاب الأربعة الموهوبين من الأرمن الكاثوليك، وباستثناء هؤلاء الطلاب الأرمن كان جميعهم من المسلمين، ونزولا على رغبة الشيخ حسن العطار، تم ضم الشيخ رفاعة للبعثة فى آخر لحظة ليكون إمامها.
ويشير الكاتب سعيد الشحات إلى أن الشيخ عبد المتعال الصعيدى ذكر فى كتابه "تاريخ الإصلاح فى الأزهر" أنها حينما جاء وقت سفر رفاعة الطهطاوى ذهب إليه أستاذه حسن العطار، ليزوده بنصائحه وإرشاداته، فنصحه بأن يقوم بتدوين كل ما يراه فى تلك البلاد العجيبة، ويعنى بدراسة العلوم التى نبغوا فيها، وكانت سبب قوتهم ونهضتهم، ليقوموا بنقلها إلى اللغة العربية فيستفيد أهلها منها، ونهضوا بها كما نهض أهل أوروبا.. وبالفعل نفذ الطهطاوى نصيحة أستاذه، فكتب "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز".