تمر اليوم الذكرى الـ 191 على قيام الجيش المصرى بفتح مدينة عكا، وذلك في في 27 مايو 1832 حيث استطاع الحاكم محمد على باشا فتح مدينة عكا بعد إعلانه الحرب على والى عكا عبد الله باشا بحجة إيوائه 6 آلاف من المصريين الفارين من التجنيد ورفضه إرسال الأخشاب لبناء الأسطول المصرى.
واستسلمت عكا بعد حصار دام 6 أشهر، وكان هذا النصر أحد أعظم الانتصارات التى حققها الجيش المصرى لأن عكا استعصى فتحها على أعظم القادة العسكريين فى التاريخ وهو نابليون بونابرت فى وقت سابق.
وبحسب كتاب محمد على باشا "بدايات قاسية ومجد عظيم" لـ نشأت الديهى: "انتصرت القوات المصرية فى معركة الزرافة وفرار الأتراك وقائدهم إلى مدينة حماة، وحين علم إبراهيم باشا أن القائد العثمانى طلب المدد من تركيا استراح إلى أن المدد يحتاج إلى شهرين حتى يصل من تركيا إلى حماة، لذا قرر إبراهيم باشا التوجه بكامل قواته إلى عكا لفتحها قبل ورود المدد إلى القائد العثمانى الموجود فى حماة".
ودارت المعركة بين الجيش المصري والحامية العسكرية لمدينة عكا والتي كان قوامها نحو 6000 مقاتل بقيادة ضباط أوروبيين، ورغم حصار المصريين لها إلا أن أسوارها المنيعة جعلتها تقاوم مقاومة عظيمة فقام الجيش المصرى بإمطارها بعدد كبير من القذائف بلغ عددها نحو 50 ألف قنبلة ونحو 203.000 قذيفة ليقتحم بعدها المصريون الأسوار وتدور معركة ضارية بين الطرفين انتصر فيها المصريون وأسروا فيها والي عكا وتكبد الطرفان في هذه المعركة خسائر فادحة حيث فقد الجيش المصرى 4500 قتيل وخسرت حامية عكا 5600 قتيل.
ويذكر كتاب "البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام 1832" تأليف داود بركات، أن الحملة المصرية التي وُجِّهت إلى عكا وسوريا كانت مؤلفةً من ستة آلايات من المشاة، وأربعة من الفرسان، وسلاحها أربعون مدفع ميدان، وأكثر منها من مدافع الحصار، وكان هذا الجيش المصري أول جيش شرقي سار على النظام الحديث، حتى إن إبراهيم باشا ذاته تعلَّم في المدرسة النظامات العسكرية كأحد الجنود. وقد بلغ عدد الجيش المصري الذي نُظِّم يومئذ على الطراز الحديث نحو مائة ألف مقاتل، وكان مع هذا الجيش عددٌ كبير من الفرسان العرب ورجال القبائل المصرية.
أما الأسطول الذي جَدَّده المهندس الفرنساوي «سيرزي» ونظمه «بيسون» بعد احتراق الأسطول في فرضة نافارين، فقد ركبه إبراهيم باشا من الإسكندرية إلى يافا، وكان أركان حرب الحملة مؤلَّفًا من عباس باشا حفيد محمد علي، ومن إبراهيم باشا ابن أخيه، ومن سليمان بك — الكولونيل سيف — ومن أحمد بك المنيكلي.
وكان هذا الأسطول مؤلَّفًا من خمس سفن كبيرة تَبِعَتْها السفن الصغيرة في مدى أربعة أيام، فلما رسا الأسطول قُبالة يافا نزل وجهاؤها وعَرَضوا على إبراهيم تسليم المدينة، وكانت حاميتها 250 جنديًّا، فأنزل بلوكًّا لاستلامها وأبقى المتسلم حاكمًا عليها. وجاءته حامية غزة مسلِّمة، واستولى على مدافع قلعة يافا، وكانت 47 مدفعًا مع الذخائر، وأخذ بعض رجال البحر من أهل يافا لإرشاد الأسطول في مياه عكا، ووصل إليه وهو في يافا أن أهل الشام قَتلوا رجال الحكم من الترك، واختاروا خمسة منهم لإدارة الأعمال، إلى أن يصل إليهم إبراهيم «سر عسكر» الجيش العربي — كما كان يُلقِّب نفسه — ويوقِّع أوامره ورسائله إلى أهل تلك البلاد.
ولما ضرب الجيش البري النطاق حول عكا قام الأسطول بحَصْرِها بحرًا وقوامه خمس سفن كبيرة وعدة فرقاطات كانت صغيرة، وكانت جملة الجيش ومجموعه 24 ألف مقاتل.