تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الروسى بوريس باسترناك صاحب رواية دكتور زيفاجو، والتى أصبحت من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم على الرغم من أنها لم تُنشر إلا بشكل سرى فى بلاده، وقد رحل عن عالمنا فى 30 مايو من عام 1960.
بعد عام من نشر الرواية التى ظهرت للنور عام 1957 خارج روسيا منح باسترناك جائزة نوبل للآداب، لكنه رفضها رغم سعادته التي عبر عنها في خطاب أرسله للأكاديمية السويدية، وذلك نظرًا لانتقاد الكبير الذى تعرض له من قبل الاتحاد السوفيتى، وتحولت روابته إلى فيلم سينمائى في 1965م، أى بعد رحيله بخمس سنوات، بطولة الفنان الكبير عمر الشريف، وحصد الفيلم 5 جوائز أوسكار، ونشرت الرواية في الاتحاد السوفيتى بعد رحيله بـ 27 عاما، أى فى عام 1987م.
ويعتبر بوريس باسترناك واحدا من من بين أربعة فائزين بجائزة نوبل أجبرتهم السلطات الحكومية على رفض الجائزة وفقا لموقع جائزة نوبل.
نشأ باسترناك في أسرة يهودية روسية وكان والده، ليونيد، أستاذًا في الفن وفنانًا مشهورًا، ورسام بورتريه للروائي ليو تولستوي والشاعر راينر ماريا ريلكه، والملحن سيرجي راتشمانينوف، وجميعهم ضيوف دائمون في منزله، وكانت والدته عازفة البيانو روزا كوفمان.
خطط باسترناك نفسه لمهنة موسيقية، على الرغم من أنه كان شاعرا مبكرا. درس النظرية الموسيقية والتأليف الموسيقي لمدة ست سنوات، ثم تحول فجأة إلى دورات الفلسفة في جامعة موسكو وجامعة ماربورج فى ألمانيا بعد أن تم تجريده من الأهلية للخدمة العسكرية، عمل في مصنع كيميائي في جبال الأورال خلال الحرب العالمية الأولى وبعد الثورة البلشفية عمل في مكتبة مفوضية التعليم السوفييتية وفقا لموسوعة بريتانيكا.
"دكتور زيفاجو" قصة حب ملحمية تدور أحداثها خلال اضطرابات الثورة الروسية والحرب العالمية الأولى، وقد أثارت غضب المسؤولين السوفييت، ولا سيما الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف، وجادل السوفييت بأن الكتاب يضفى طابعًا رومانسيًا على الطبقة العليا الروسية قبل الثورة ويقلل من قدر الفلاحين والعمال الذين قاتلوا ضد النظام القيصري.