في 1 يونيو 1968 توفيت الأمريكية هيلين كيلر في إيستون، عن عمر يناهز 87 عامًا وهى كاتبة ومحاضرة مشهورة أصيبت بفقدان البصر والسمع منذ طفولتها.
ولدت هيلين كيلر فى يونيو عام 1880 فى ولاية ألاباما الأمريكية، وبعد مرور 19 شهراً فقط، أصيبت بمرض أدى إلى فقدانها حاسة السمع والبصر تماماً، وعند بلوغها سن السابعة قرر والداها إلحاقها بمدرسة للمكفوفين وتعيين معلمة خاصة لها كانت تدعى "آن ساليفان" والتى رافقت هيلين حتى وفاتها، وحققت معها تقدما هائلا فى قدرتها على التواصل مع الآخرين والتعبير عن نفسها باللمس وفقا لموقع هيستورى.
وأبت هيلين كيلر بلاء حسنا فى تعليمها حتى التحقت بالتعليم الجامعى وسط تشجيع الكثيرين بعد تفوقها وانتشار قصتها، وخلال سنواتها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية، وتخرجت من الكلية فى سن الـ24 بتقدير امتياز، وأكملت دراستها العليا حتى حصلت على الدكتوراه.
وأصبحت هيلين كيلر أديبة ونشرت 18 كتاباً، وفي عام 1905 انضمت إلى الحزب الاشتراكى وأصبحت بعد ذلك ناشطة بارزة، دافعت كثيرًا عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وانضمت للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ونتيجة لمجهوداتها الكبيرة في الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وبفضل تواصلها مع الرئيس الأمريكي روزفلت، تم اختراع الكتب الناطقة، واختيرت لتولي منصب سفيرة المنظمة الأمريكية لفاقدي البصر.
وفى عام 1952 قامت هيلين كيلر بجولة فى الشرق الأوسط ، حيث زارت مصر ولبنان وسوريا والأردن وإسرائيل ، وحرصت على لقاء العديد من كبار الشخصيات الثقافية والسياسية فى المنطقة، لكن كان شغفها لزيارة مصر كبيراً وخاصة لمقابلة الأديب العالمى طه حسين الذى طالما حلمت بلقائه لأنه كان مثلها قهر الظلام وتحدى الإعاقة ونادى بمجانية التعليم وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربي ،ومدت "هيلين" أناملها إلى وجه "طه حسين" عندما ألتقته وراحت تتحسسه حتى تتعرف على صاحب هذه الملامح بنفسها، وتحفر ملامحه في خيالها.