تعاونت الفنانة الأسترالية هانا جادسبى مع كاثرين موريس أمينة مجموعة الفن النسوى بمتحف بروكلين فى الولايات المتحدة، وليزا سمول أمينة الفن الأوروبى بالمتحف، لإقامة معرض يطرح أسئلة تتحدى الافتراضات حول فن بيكاسو وإرثه، وتحديدا علاقته بالنساء، بل وكراهيته لهن.
ويتزامن معرض "It's Pablo-matic" مع احتفال عالمى ببيكاسو بمناسبة مرور 50 عامًا على وفاته فى عام 1973 عن عمر 92 عامًا، وهو ما جدد النقاش حول مخترع التكعيبية وأستاذ الفن الحديث، وسط تساؤلات حول الإشادة بعبقرى مع تاريخ من سوء معاملة النساء وفقا لموقع فايناشيال تايمز.
ربما غيّر بيكاسو مسار الفن الأوروبى الحديث، لكنه أيضًا كره النساء كما قالت حفيدة بيكاسو مارينا بيكاسو وهى من أوائل أفراد الأسرة الذين تحدثوا علنًا عن تأثير إساءة معاملة بيكاسو - لصحيفة باريس ريفيو فى عام 2017 حين قالت: "قام بترويضهن وابتلاعهن وسحقهن على قماشه ولوحاته بعد أن أمضى عدة ليالٍ فى استخراج جوهرهن بمجرد تحويلهن للوحات، كان يتخلص منهن" ونادرًا ما يتم الاعتراف بحقائق إساءة بيكاسو للنساء وكرهه النساء، على الرغم من كونها معروفة على نطاق واسع، فى العروض المؤسسية.
وأوضحت كاثرين موريس: "بالتأكيد هناك فحص مهم لما تناولته السير الذاتية الأخيرة عن بيكاسو بشأن معاملته السيئة لنسائه لكننا لا نصدر تلك القصص فى معرضنا بدلاً من ذلك، نرى بيكاسو المثال النهائى لأسطورة العبقرية الذكورية الحديثة ويركز معرضنا على أطر الحداثة التى تحجرت على مر العقود والتى قامت الفنانات والمؤرخات والقيمون بإزالة الغموض عنها وإعادة صياغتها على أنها اختزالية وتغض الطرف عن أحداث بعينها فى الخمسين سنة الأخيرة منذ وفاته".
وأكدت أن التاريخ مليء بالأكاذيب، لكننا لا نستطيع أن نطهر الصفحة بينما يشجع معرض "إنه بابلو ماتيك" على خلق وجهة نظر نقدية من خلال روح الدعابة الحازمة لجادسى حول بيكاسو، وحول صناعة الأسطورة التى تغذى العبقرية الذكورية بشكل عام وتستدعى الأعمال التى تقدم تعريفات أخرى للعبقرية.