صدر حديثا عن دار الرافدين للنشرترجمة عربية لرواية بعنوان "الرسائل الفارسية" للكاتب شارل لوى دى سيكوندا، ونقلته إلى اللغة العربية.
وتقول دار النشر عن رواية "الرسائل الفارسيّة" إنه عمل إبداعى إنسانى، ليس على اعتباره رواية متعددة الرواة وحسب، بل رمزاً عصى التصنيف يتزامن وظهور حركة الفكر التنويرى.
قدم مونتسكيو نفسه كأحد رواد عصره في التعبير الحر وإدانة الظلم والحكم المطلق، وذلك عبر تصوير مشهدٍ متكاملٍ تتخلله السخرية من كل الظواهر المجتمعية والدينية والسياسية في قالب فلسفي محترفاً أدب الرسائل والرحلات، هارباً من فكرة الرقابة عبر نشر روايته في طبعتها الأولى تحت اسم مجهول في أمستردام عام 1721م.
تجسد البعد الفني للرواية من خلال دمج الخيال بالواقع بنكهة استشراقية، ما بين الحب والموت، الظلم والتمرد المسروق، الحضور الأنثوي الشرقي الطاغي بتجلياته المختلفة والمظاهر الخادعة الغربية، ما بين الملذات والانغلاق المطلق، مساحة متناقضة للحرية والخضوع، للإغواء والفضيلة، بإطلالات عدة في تفرد سردي مدروس يتوازن فيه التوثيق مع التخييل، يعنونه الثالوث المحرم وتغلفه الفلسفة.
تلقى الرواية بظلال من عدم اليقين على قارئها ويجعله جزءاً لا يتجزأ منه، ويحرض العقل الناقد من خلال المفارقات، وهذا ما يجعله انعكاساً لفكرة التنوير المرتكزة على تفعيل دور العقل كما الشغف والفضول والرفض، يؤطر مرآة ممتدة للقراء، تعكس شبكة من الانطباعات والهجاء الشرس لكل ما يعيق فرادة الطبيعة البشرية، برحلة نفسية مثلتها رحلة مكانية كوسيلة لمحاربة الجهل وفتح باب التشكيك على مصراعيه، وتفعيل مفهوم النسبية على المستوى الذهني.