تنفيذا لتوصيات مؤتمر أدباء مصر في دورته الخامسة والثلاثين، وفى إطار الاحتفال بالوادى الجديد عاصمة للثقافة المصرية، بدأت أعمال بعثة الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة في حصر عناصر التراث الثقافي غير المادي في محافظة الوادي الجديد، عاصمة الثقافة المصرية لعام 2023.
وتقوم البعثة التي انطلقت أعمالها أواخر الأسبوع الماضي بحصر مجتمعي لمدينتي الداخلة والخارجة وجمع موضوعات تؤكد على الخصوصية الثقافية التي تتمتع بها المحافظة في سياق متابعة توصيات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الخامسة والثلاثين التي عقدت في شهر ديسمبر الماضي، وفي ضوء تكثيف الفعاليات بالمحافظات والمناطق الحدودية والنائية.
وقال الشاعر والباحث مسعود شومان، رئيس اللجنة العلمية للأطلس، إن البعثة زارت مدينة موط وقرية البشندي والمعصرة وبلاط لتوثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي وقامت بحصر هذه العناصر وجمع بعض موادها ومنها الطب الشعبي للسيدات والأطفال، والأكلات الشعبية، وزراعة النخيل، وحفر الآبار، والعمارة الشعبية، والخوص، واقتفاء الأثر، والفخار، والنسيج، وبناء فرن الطين، والآلات الموسيقية الشعبية، الكليم والسجاد وأغاني الأفراح، وأن البعثة تواصل أعمالها حتى الجمعة المقبل.
والتقت البعثة الدكتور ياسر محمود رئيس مركز ومدينة بلاط؛ حيث طالب بتدريب مجموعة من العاملين بالمدينة على آليات الجمع الميداني من خلال خبرات المختصين بقصور الثقافة للمساهمة في جمع العناصر الفولكلورية، كما طالب بدعم وتزويد مكتبة المركز بكتب ومجلات الهيئة، كما قامت بزيارة جمعية تنمية المجتمع المحلي بقرية بشندي وزيارة إنتاج الكليم والسجاد والحرير والاستماع إلى العناصر التراثية الخاصة بالأطفال، وزيارة متحف التراث الشعبي بالداخلة الذي تشرف عليه قصور الثقافة.
يذكر أن البعثة تنظم بإشراف وحضور الدكتورة الشيماء الصعيدي مدير عام أطلس المأثورات الشعبية، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة. حنان موسى، ويشارك بها فريق بحثي من عدد من المحافظات المختلفة من سوهاج، والمنيا، والإسماعيلية، والجيزة، مع باحثي محافظة الوادي الجديد. وكانت البعثة في الأيام الأولى قامت زيارة عدة أماكن في الخارجة وقرية بولاق والمنيرة وقامت بجمع عدد من العناصر منها المعتقدات، وفي قرية بولاق تم جمع العناصر الخاصة بصناعة الجريد وكذلك زراعة النخيل وما يرتبط به من ممارسات وخبرات مرورا برعاية النخلة وصولا للحصاد، وقص الأثر وغناء الأفراح كما تضمن الجمع ما يتعلق بالمعتقدات الدائرة حول النخيل وصناعات الخوص، والعناصر التراثية المرتبط بحفر البئر.
يشار إلى أن مؤتمر الأدباء أوصى في دورته الخامسة والثلاثين، التي أقيمت في ديسمبر ويناير الماضيين، بمحافظة الوادي الجديد، بضرورة إرسال بعثات ميدانية لجمع التراث والمأثور الشعبي بالمحافظة بالتعاون مع باحثي المنطقة، وضرورة الاهتمام بحفظ ورعاية الحرفة التقليدية المميزة للوادي الجديد دعما للاستثمار الثقافي.