تمراليوم ذكرى رحيل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حسب التوقيت الميلادى، فقد رحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم، 8 يونيو من سنة 633 ميلادية، ويحفل ديوان الشعراء العرب على مر العصور بالعديد من أشهر قصائد المدح محبة فى خير خلق الله، والتى نذكر أبياتا من بعضها هنا.
برده كعب بن زهير:
كعب بن زهير، شاعر عربي مسلم مخضرم، عاش عصرين مختلفين هما عصر الجاهلية، وعصر الإسلام.
اشتهر في الجاهلية ولما ظهر الإسلام هجا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولما أهدر دمه، جاءه كعب بن زهير مسلما مستأمناً وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم مبتول، فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته فسميت قصيدته تلك بالبردة.
يقول كعب بن زهير:
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال
قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم
أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ
أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ
مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
بردة البوصيرى:
محمد بن سعيد البوصيري يعد من أشهر الشعراء في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وله العديد من القصائد والأشعار، ولكن من أكثرها شهرة هي قصيدة البردة التي ما زالت محط إلهام للشعراء، حيث يقول الإمام البوصيري في مدح النبيّ في قصيدته البردة:
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ
مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ
غَرْفًا مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
بردة أحمد شوقي:
يعد الشاعر أحمد شوقي من أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ أمير الشعراء. كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة.
يقول أحمد شوقى فى نهج البردة:
يُــسَــامِــرُ الْـوَحْـيَ فِـيـهَـا قَـبْـلَ مَـهْـبِـطِـهِ
وَمَــنْ يُــبَــشَّـرْ بِـسِـيـمَـى الْـخَـيْـرِ يَـتَّـسِـمِ
لَـمَّـا دَعَـا الـصَّـحْـبُ يَـسْـتَـسْـقُونَ مِنْ ظَمَأٍ
فَــاضَــتْ يَـدَاهُ مِـنَ الـتَّـسْـنِـيـمِ بِـالـسَّـنِـمِ
وَظَـــلَّلَـــتْــهُ، فَــصَــارَتْ تَــسْــتَــظِــلُّ بِــهِ
غَـــمَـــامَــةٌ جَــذَبَــتْــهَــا خِــيــرَةُ الــدِّيَــمِ
مَـــحَـــبَّـــةٌ لِـــرَسُـــولِ اللـــهِ أُشْـــرِبَـــهَـــا
قَــعَــائِــدُ الــدَّيْـرِ، وَالـرُّهْـبَـانُ فِـي الْـقِـمَـمِ
إِنَّ الـــشَّـــمَـــائِــلَ إِنْ رَقَّــتْ يَــكَــادُ بِــهَــا
يُــغْــرَى الْــجَـمَـادُ، وَيُـغْـرَى كُـلُّ ذِي نَـسَـمِ