يخوض طلبة الثانوية العامة هذه الأيام معركة الامتحانات، وهى أيام ليست سهلة عليهم، ولا على أولياء أمورهم، وقد كان التعليم فى مصر له تاريخ طويل، لكنه بلغ درجة عالية من التقدم فى عهد محمد على باشا.
اهتم محمد على باشا بالتعليم لتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية والاقتصادية، وقام بإنشاء مجلس شورى المدارس عام 1836 وكان يتبع ديوان الجهادية، وفى 9 مارس 1837 انفصل وسمى ديوان المدارس وأصدر مجلس شورى المدارس لائحة التعليم الابتدائى، وحددت مدة الدراسة به بثلاث سنوات من سن الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة، تزداد سنة رابعة لبعض التلاميذ الذين تعوقهم ظروفهم الخاصة، ويلتحق الطفل بالفرقة الثالثة ثم ينتقل للثانية ثم الأولى.
كما قامت الحكومة بدمج الكتاتيب الأهلية فى نظام التعليم العام، وأنشأت تدريجياً مدارس أولية لتحل محل الكتاتيب.
أنشأت أول مدارس تجهيزية (ثانوية) سنة 1825، وكانت تستقبل طلاب المكاتب والأزهر وتقوم على تعليمهم وتربيتهم، وحددت مدة الدراسة بها بأربع سنوات دراسية ينتقلون بعدها إلى المدارس الخصوصية، ويتلقى طلابها مواد دراسية موحدة تجمع بين الفنون الحربية والعلوم الأدبية دون تشعيب، وبذلك كانت المدارس التجهيزية تمثل المرحلة الثانية والوسطى من مراحل التعليم العام، وكانت تمثل حلقة الوصل بين مكاتب المبتديان وبين المدارس العليا.
وكانت مدرسة العمليات ببولاق أولى مدارس التعليم الفنى الصناعى وكان الغرض من إنشائها تخريج الفنيين لسد احتياجات الجيش، فلما استنفذ الجيش أغراضه منها هبط مستواها وأهمل شأنها.
وبعد محمد على باشا تغيرت مدة الدراسة بالمرحلة الثانوية أكثر من مرة، فكانت 5 سنوات منذ بداية الاحتلال الإنجليزي، وفى عام 1897 خفضت تلك المدة إلى 4 سنوات، وفى عام 1905 استمرت 4 سنوات ولكن قسمت على قسمين مدة كل قسم سنتين، ينتهى القسم الأول بامتحان يحصل الناجحون فيه على "شهادة الأهلية"، والقسم الثانى تتشعب فيه الدراسة إلى شعبتين (أدبية وعلوم).
وفى سنة 1928 زادت مدة الدراسة إلى خمس سنوات تنقسم إلى مرحلتين: الأولى مدتها 3 سنوات يحصل الناجحون فى نهايتها على "شهادة الكفاءة"، والثانية مدتها سنتان يتخصص فيها الطالب فى إحدى الشعبتين "العلمية أو الأدبية" ويحصل الناجحون فى نهايتها على "شهادة البكالوريا".
فى عام 1935 استمرت مدة الدراسة 5 سنوات ولكن تحول تقسيمها إلى مرحلتين: الأولى مدتها 4 سنوات تنتهى بامتحان الثقافة العامة "القسم العام"، والثانية مدتها سنة دراسية واحدة "سنة التوجيه"، يحصل الطلاب فى نهايتها على شهادة الدراسة الثانوية العامة "القسم الخاص"، وتتشعب فيها الدراسة إلى ثلاث شعب هي: العلوم، الآداب، الرياضيات، وتخضع لإشراف جامعى على امتحاناتها.
أصبحت مدة الدراسة بالمدارس الثانوية للبنات 6 سنوات اعتباراً من سنة 1937 وكانت مقسمة إلى مرحلتين: الأولى مدتها 5 سنوات للثقافة العامة، والثانية مدتها سنة واحدة "مرحلة التوجيه".
فى عام 1951 توحدت المناهج ومدة الدراسة بين مدارس البنين ومدارس البنات الثانوية لتكون 5 سنوات وأعيد تقسيمها لتكون على ثلاث مراحل، الأولى مدتها سنتان يحصل الناجحون فى نهايتها على شهادة الدراسة المتوسطة، والثانية مدتها سنتان ويحصل الناجحون فى نهايتها على شهادة الثقافة العامة، والثالثة مدتها سنة وتنقسم فيها الدراسة إلى "علمى وأدبى"، ويحصل الناجحون فى نهايتها على شهادة التوجيهية.