يعتبر يوسف السباعى الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده خلال هذا الشهر، واحدا من الأدباء القلائل الذين أكملوا أعمالا أدبية لآبائهم فلم تحدث تلك النادرة فى التاريخ إلا مرات قليلة، فقد أكمل يوسف السباعى رواية والده التى شرع فى كتابتها تحت عنوان "الفيلسوف" ولم يمهله القدر لإكمالها برحيله عن دنيانا.
ولم تظهر موهبة يوسف السباعى من فراغ إذ مثل امتداد لأبيه الذى كان أديبا كاتبا مترجما فقد تعمق "محمد السباعي" والد يوسف السباعى في الآداب العربية وكذلك الفلسفات الأوروبية الحديثة وساعده على ذلك إتقانه اللغة الإنجليزية، حتى أنه ترجم الكثير من الأعمال الأدبية ونقلها من اللغة الإنجليزية إلى العربية حيث ترجم كتاب "الأبطال وعبادة البطولة" للكاتب الاسكتلندى توماس كارلايل.
وكان "محمد السباعي" الكاتب والمترجم يرسل ابنه الصبي "يوسف" بأصول المقالات إلى المطابع ليتم جمعها، أو صفها، ثم يذهب الصبي ليعود بها ليتم تصحيحها وبعدها الطباعة لتصدر للناس ومن هذا المنبع حفظ "يوسف السباعى" فى طفولته أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من الإنجليزية
وفي أخريات حياته كتب محمد السباعى قصة "الفيلسوف" ولكن الموت لم يمهله فتوفى وترك القصة لم تكتمل، وأكمل القصة "يوسف السباعي" وطبعت عام 1957 بتقديم للدكتور "طه حسين" وعاش في أجوائها "يوسف السباعى" من بعد أبيه وتدور أحداث الحكاية في حي السيدة زينب، وأحداثها في العقود الأولى من القرن العشرين عن حسن أفندي مدرس اللغة الإنجليزية، وصور محمد السباعي أزمة حسن أفندي العاطفية تصويرا حيا.
ويعتبر يوسف السباعي الذى تحل ذكرى ميلاده واحدا من أبرز الروائيين والكتاب فى القرن العشرين وقد صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من أبرز رواياته نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، اثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، اثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكي العشاق، شارع الحب، واذكريني، ومن المسرحيات: أقوى من الزمن وأم رتيبة، ومن القصص: بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب، وغيرها.