يصدر عن دار الساقي للنشر، فى بيروت، ترجمة عربية لكتاب عنوان "تسطيح العالم.. أزمة الثقافة وسطوة القواعد والمعايير"، للكاتب والمفكر الفرنسي الكبير أوليفييه روا، ونقلته إلى اللغة العربية المترجمة بديعة بوليلة.
الهويات مقابل النزعة الكونية، الجندر مقابل الجنس، الجمهورية مقابل الجماعوية، العنصرية، النسوية، الهجرة... المشترك بين هذه القضايا بتداعياتها السياسية القوية هو الثقافة بكل ما للكلمة من معانٍ. لكن أوليفييه روا يرفض هنا فرضية الحرب الثقافية أو صراع القيم. فَما يعاني أزمةً، حسب رأيه، هو مفهوم الثقافة ذاتُه الذي اختُزل إلى نظام من رموزٍ معولمة تغزو الجامعات كما المطابخ، ومعارك الهوية والأديان كما العلاقات الحميمة، وحتى مشاعرنا المصنفة في رموز تعبيرية.
هو بالفعل تجريد ثقافي عالمي يشخصه روا ويتفحص آلياته وآثاره المتناقضة: يشعر المهيمِنون كما المهيمَن عليهم بالتهديد والمعاناة، وتصير كل من الإنكليزية العالمية المبسطة (Globish) وقصصِ المانغا المصورة محاكاةً تقضي على ثراء اللغة الإنكليزية والثقافة اليابانية، وتساهم عملياتُ التواصل في صنع «مستقبل متوحد».
أوليفييه روا كاتب وباحث فرنسي متخصص في الشؤون الإسلامية. صدر له عن دار الساقي: "الإسلام والعلمانية"، "الجهل المقدس"، "الجهاد والموت"، "تجربة الإسلام السياسي"، "عولمة الإسلام"، "البحث عن الشرق المفقود".