تمر اليوم الذكرى الـ 218 على تنصيب محمد على باشا حاكما على مصر، بعدما أطاحت ثورة القوى الوطنية والشعبية بالوالى خورشيد، حيث بايع أعيان الشعب محمد على ليكون واليًا على مصر سنة 1805م والذى أقره فيما بعد فرمان من السلطان العثمانى نزولا على رغبة ممثلى الشعب.
مع وصول محمد على باشا إلى حكم، بدأ في تكوين طبقة من المتعلمين تعليمًا عاليًا، كما اهتم بأمر البعثات العلمية، كما أنشأ العديد من المدارس كمدرسة المهندسخانة، ومدرسة الألسن، ومدرسة المحاسبة، ومدرسة الفنون والصنائع، وأنشأ أول مدرسة حربية بأسوان، والمدرسة العسكرية المصرية بباريس، وأنشأ كذلك مجلس الصحة، ومدرسة الطب، ومدرسة الصيدلة ومدرسة الولادة والممرضات، ومدرسة الطب بالقصر العيني، وبدأ التطعيم الإجباري.
ألغى محمد على، نظام الالتزام في نظام حيازة الأرض الزراعية، وقام بتوزيعها على الفلاحين، وانقسمت الصناعات التي أدخلها إلى مصر إلى ثلاثة أقسام: الصناعات التجهيزية، والصناعات التحويلية، والصناعات الحربية، وأنشأ ديـوانًا مستقلًّا للتجـارة ثم أنشأ "ديوان التجارة المصرية والأمور الإفرنكية"، مهد العديد من الطرق البرية والموانئ مما ساعد على نجاح منظومة التجارة، وقام بإنشاء بنك الإسكندرية.
فى 1829 أنشأ محمد على مجلس الشورى، وذكرت الوقائع المصرية نبأ انعقاد مجلس الشورى الذى أمر محمد على بتشكيله لأول مرة فى عصر يوم 2 ربيع الأول من هذه السنة "2 سبتمبر وفى قصر إبراهيم باشا وتحت رئاسته ونشرت الوقائع أسماء أعضاء هذا المجلس البالغ عددهم 156 عضوًا منهم 33 من كبار الموظفين والعلماء و24 من مأمورى الأقاليم و99 عضوًا منهم 33 من كبار الموظفين والعلماء و24 من مأمورى الأقاليم و99 من كبار أعيان القطر المصرى.
بدأ بتكوين أول جيش نظامى فى مصر الحديثة، وكان بداية للعسكرية المصرية، أول مدرسة حربية فى أسوان، فى جنوب مصر، بعيدًا عن الأنظار، ومما ساعده فى تكوين هذا الجيش، أن أشرف عليه الخبراء الفرنسيين، بعد ما حل الجيش الفرنسى، فى أعقاب هزيمة نابليون بونابرت، فى واترلو بروسيا.
منذ عام 1809م، تم بإرسال بعثات تعليمية إلى عدة مدن إيطالية، وذلك لدراسة العلوم العسكرية، وطرق بناء السفن، والطباعة، إنشاء المدارس العليا، التى تساوى الجامعات، كمدرسة المهندسخانه، ومدرسة الطب، أعاد الاهتمام بالنيل، ورمم مقياس النيل، وحفر القنوات، مثل الإبراهيمية وبحر يوسف، زادت الرقعه الزراعية إلى ملايين الأفدنة، بفضل سياسته الإصلاحية، وإنشاء القناطر الخيرية، التى أحيت الدلتا، بعد أن صارت خرائب.
أعاد التقسيم الإدارى لمصر، واهتم بتقسيم الصعيد إلى مديريات، وقام باستيراد أنواع غير مألوفة من الزراعات، مثل القطن، وزرعه بمصر والسودان، وهو عماد الاقتصاد المصري، الذى يعرف فى كل أنحاء العالم باسم القطن المصري، أحضر المطبعة، وأنشأ أول جريدة باللغة العربية "الوقائع المصرية".