تمر اليوم الذكرى الـ 594 على وقوع معركة باتاي، وهى معركى دارت يوم 18 يونيو عام 1429، شمال أورليان، بين مملكتى بريطانيا وفرنسا خلال فترة حرب المائة عام، ألحق الفرسان الفرنسيون هزيمة قاسية بالإنجليز، تمكن العديد من الفرسان الإنجليز وسلاح الخيالة من الفرار، لكن تم إلحاق خسائر مدمرة بفيلق من رماة الأقواس الطويلة الإنجليزية، والتي لم يتم إعادة تشكيلها بعد المعركة.
وجاءت المعركة على خلفية تخلى الإنجليز عن حصار أورليان في 8 مايو 1429، حيث انسحب الناجون من القوات المحاصرة إلى حاميات قريبة على طول نهر اللوار، بعد شهر، بعد أن جُمع الرجال والإمدادات للحملة القادمة، شرع الجيش الفرنسي، في الاستيلاء على هذه المواقع والجسور التي يسيطرون عليها، وفي 12 يونيو استولوا على جارجو خلال عاصفة، ثم استولوا على الجسر في ميونغ سور لوار وساروا، أما جيش التعزيزات الإنجليزي، الذي انطلق من باريس بعد الهزيمة في أورليان، انضم الآن إلى الناجين من الجيش المحاصر في ميونغ سور لوار، حيث شن هجوم فوري للتخفيف على بيوجنسي، بعداها استسلمت حامية بيوجنسي، التي لم تكن على دراية بوصول التعزيزات، وأثبطت عزيمتها من تعزيز الفرنسيين من قبل فرقة بريتون، في 18 يونيو، عًلم الفرنسيون هذه الحركة، وانطلقوا لمطاردة الأنجليز، واعترضوا الجيش الإنجليزي بالقرب من قرية باتاي.
حرب المائة عام
تعتبر "حرب الـ100 عام" بين فرنسا وإنجلترا من أطول الحروب في التاريخ، إذ وقعت على مدار 116 عاما بين 1337 و1453، وتعاقب خلالها 5 ملوك على حكم فرنسا، و5 ملوك على حكم بريطانيا، وانتصرت خلالها فرنسا على بريطانيا وتمكنت من استعادة أراضيها، التي كانت قد وقعت في أيدي الإنجليز، واكتسبت الحرب اسمها من الكاتب والمؤرخ الفرنسي فيليب كونتامين الذى أطلق عليها اسم "حرب الـ100 عام" على تلك الحرب، في كتاب له نُشِر في ذلك العام.
وجاءت أسباب هذه الحرب الطويلة في بعدين؛ أولهما اقتصادي، والثاني هو السلطة والنفوذ السياسي، فقد مرت أوروبا بفترة كساد وتدهور اقتصادي في العصور الوسطى، واستمر الاقتتال بين العائلات الإقطاعية البريطانية والفرنسية من أجل السيطرة على منطقة غوين المعروفة حاليا باسم "بوردو".
بالإضافة إلى الصراع المحتدم على العرش الفرنسي عام 1328 عقب وفاة الملك "تشارلز الرابع"؛ وذلك نظرا لعدم وجود أبناء ذكور يتولى أحدهم عرش فرنسا بعد وفاته. ولأن ملك بريطانيا "إدوارد الثالث" هو ابن "إيزابيلا" شقيقة ملك فرنسا الراحل، فقد اعتبر أن ولاية العرش الفرنسي من حقه.
ولكن الفرنسيين رفضوا أن تخضع بلادهم لحكم الملكة "إيزابيلا" وزوجها "روجر مورتيمر"، وذلك خوفا من تولية ابنهما "إدوارد الثالث" على العرش الفرنسي، وبدلا من ذلك تم تنصيب الملك "فيليب السادس" عام 1328، وهذا ما رفضه الملك "إدوارد الثالث"، فقرر استرداد عرشه بالقوة.
انتهت، بنهاية هذه الحرب، مطالبة ملوك إنجلترا بوراثة العرش الفرنسي. ويمكن اعتبار أن فرنسا قد حققت انتصارا إستراتيجيا وحاسما على إنجلترا، في استرداد الإقطاعيات واستقرار العرش الفرنسي، أما على مستوى الخسائر ففي المجال الاقتصادي تقلصت موارد خزينة التاج بشكل لافت نتيجة خسارة الإقطاعيات الفرنسية، وكذلك نتيجة انخفاض مردود الضرائب، الذي تأثر كثيرا بثورات الفلاحين، أما على مستوى الضحايا تشير المصادر إلى أن عدد سكان إنجلترا وحدها قد انخفض إلى النصف تقريبا مع نهاية الحرب، وهذا بحد ذاته يعتبر دلالة على أن أعداد الضحايا يعد بالآلاف.