دائما ما تحتل الرموز الأثرية مكانا على العملات داخل مصر، وذلك فى إطار الحرص على الترويج لتلك المعالم من خلال عمليات التداول للعملة بين الناس، وحفاظا على هويتنا المصرية من ناحية أخرى.
وفى نقلة حضارية جديدة تواكب أحدث المعايير الدولية لطباعة العملة، يعتزم البنك المركزى المصرى طرح الـ20 جنيها الجديدة من مادة البوليمر خلال الأيام المقبلة وحمل التصميم النهائى لـ20 جنيهاصورا من الحضارة المصرية القديمة، وتحتوى عملة العشرين جنيها الجديدة على مجسم بارز لمسجد محمد على فى القلعة ومحراب المسجد على وجه العملة، أما على ظهر العملة يوجد تمثال نصفي للملكة كليوباترا، بالإضافة إلى الهرم الأكبر للملك خوفو، وعنصر زخرفي عبارة عن زهرة اللوتس إلى جانب العجلة الحربية الشهيرة في مصر القديمة وهى للملك توت عنخ أمون، وخلال التقرير التالى نستعرض قصة زهرة اللوتس.
وتعد زهرة اللوتس فى فن الزخرفة المصرية القديمة من أهم الوحدات المشهورة فى هذا الفن، وقد عم استعمالها فى آثار المصريين، حتى لتكاد أن تكون رمزًا عليهم، ولم يقتصر اتخاذها للزخرف فى مصر وحدها بل إنها سارت إلى الأقطار التى كانت تجاور مصر فى العهد القديم، فوجد لها أثر فى غالب فنون الأقطار الأخرى، وهذا الأثر كان على الدوام تابعًا لما عُرِفَ عنها فى مصر، بحيث إن التنقيح الذى يأخذ به الرسام المصرى كان ينقله عنه الرسامون فى الأقطار الأخرى.
وقد ظهرت هذه الزهرة فى الزخارف القديمة أى قبل الأسر الفرعونية ثم فى التيجان ورؤوس الأعمدة، وقد أكثر المصريون من التفنن فى أوضاعها وهى مفردة أو مع ساقها أو كانت ترسم إلى جوار زهرة البردى بحيث تتناوبان الزينة واحدة بعد أخرى، كما ذكرسلامة موسىفى كتابه "مصر أصل الحضارة".
واللوتس يعرف باسم البشنين الآن أما البردى فلا ينبت فى مصر لكنه منتشر الآن فى النيل، والبردى هو الذى كان يصنع من سيقانه ورق الكتابة عند أسلافنا من وريقتين ملتفتى الأطراف اليمنى واليسرى، وفى وسطهما وريقة ثالثة كأنها ترى بأصول المنظور، فكان هذا الوضع فى الزهرة أقرب إلى أن يجعلها شبيهة بالزنبق، حتى إن كثيرًا من العلماء فى بادئ الأمر ظنها كذلك، ثم زاد المصريون على ذلك الوضع بأن جعلوا الوريقة الوسطى أكثر من واحدة، وأن مدوها إلى أطول من الأخريات، وأكثروا منها حتى أخذت شكل "المروحة".