توت عنخ آمون وكنوزه أيقونة لمصر، لا يزال محط أنظار العالم سواء من المتخصصين أو غير المتخصصين، فاكتشاف مقبرته أحد أهم الاكتشافات الأثرية حتى الآن، لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادى الملوك التى تم العثور على محتوياتها سليمة وبشكل كامل، والتى تم اكتشافها 16 فبراير من عام 1923، على يد عالم المصريات البريطانى هوارد كارتر بعد أن دله على مكانها الطفل حسين عبد الرسول.
وتظل حكاية الملك الذهبى مادة دسمة لكل الباحثين والمتخصصين حول العالم، وتعدد الدراسات حول موت الملك الذى رجحت رحيله بمرض الملاريا وأخرى بمرض فقر الدم وغيرها من الدراسات، فمؤخرًا نشرت دراسة حديثة فى "ديلى ميل" لعالمة المصريات صوفيا عزيز تستنتج أن الملك الذهبى توت عنخ آمون توفى فى حادث تحطم عربته تحت تأثير الكحول، نتيجة لقيادته المسرعة، والتى نتج عنها، إصابته بكسر فى ساقه، أدى إلى التهاب الجرح، الذى انتهى بوفاته.
وتنفى الدراسة موت توت عنخ آمون وهو متأثرًا بجروح مفتوحة حيث أصابته الملاريا بضعف متزايد، وتعتقد صوفيا عزيز، الباحثة المستقلة أن توت عنخ آمون، توفى في أعقاب حادث عربة عالية السرعة أثناء شرب الخمر، وتزعم صوفيا عزيز أن هذه الكارثة هي التي تسببت في كسور في ساقه، والتي أصيبت بالعدوى وأدت إلى الوفاة البطيئة.
وللوقوف على صحة تلك المعلومات التى جاءت بالدراسة تواصلنا مع عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، والذى قال إن الدراسة تقول إن الملك توت عنخ آمون كان تحت تأثير المخدر، وكان يحب شرب النبيذ، وهو الأمر الذى لا يوجد أى دليل عليه على الإطلاق، فكيف نستطيع أن نقول انه مات تحت تأثير الخمر فهو كلام ليس علمى ولكنه حديث فى المطلق.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، فى علم الآثار لابد أن يكون هناك دليل علمى لتوثيق تلك المعلومات، كما أن الدراسة ذكرت أن الملك توت عنخ آمون كان محاربا، وهو أيضًا كلام ليس مثبتا بشواهد علمية، فليس معنى أن مقبرته تحتوى على عجلات الحربية والدروع والسيوف والسهام أنه كان مقاتلاً، وبالنسبة لنا كل الوثائق التاريخية فى عهده لم تذكر انه قام هو بنفسه بحملات عسكرية كما ذكر على سبيل المثال الملك تحتمس الثالث ورمسيس الثانى.
وأشار الدكتور حسين عبد البصير إلى أن هناك منظرا شهيرا على إحدى مقتنيات الملك توت عنخ آمون وهو يحارب، وذلك المنظر فى حد ذاته تقليدى يتم تصوير بعض الملوك بها سواء من قاموا بالحروب أو من لم يقم بالحروب، لافتا إلى أنه كان فى حكومته وزير دفاع قوى وهو حور محب وهو من كان يقوم بالمعارك نيابة عن الملك توت عنخ آمون.
وأكد الدكتور حسين عبد البصير أن الدراسة أشارت إلى عجز الملك توت عنخ آمون وإصابته فى ساقه، وذلك الأمر بحث فيه العلماء المصريين مثل عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، والعالمة الدكتورة سحر سليم أستاذ ورئيس قسم الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، وتم الإشارة إلى أن إصابة الملك فى ساقة جاءت ربما وهو يقود العجلة الحربية بالفعل ولكن ليس فى حروب وربما فى النزهة، وخلاصة القول أن الدراسة التى نشرت فى صحيفة "ديلى ميل" ليس لها أساس علمى وجميع نتائجها عارية من الصحة.